“خلية التجسس” الحوثية.. رواية مزعومة لتلميع علي حسين وتغطية الانقسام الداخلي

“خلية التجسس” الحوثية.. رواية مزعومة لتلميع علي حسين وتغطية الانقسام الداخلي
لم يكن إعلان مليشيا الحوثي، السبت، عما وصفته بـ”تفكيك شبكة تجسس دولية” مفاجئًا بقدر ما كان متوقعًا في سياق تصاعد الخلافات داخل أذرعها، وسعيها الدائم لاختلاق روايات أمنية لتبرير فشلها وتصدير أزماتها إلى الخارج.
فقد جاء هذا الإعلان بعد أيام فقط من معلومات كشفت عنها “وكالة 2 ديسمبر” حول تحضيرات حوثية لفبركة اعترافات قسرية بحق موظفين دوليين وأمميين مختطفين في صنعاء، بإشراف مباشر من “علي حسين الحوثي”، نجل مؤسس المليشيا.
ظهور يعكس صراع الأذرع
وأثار ظهور المدعو “علي حسين الحوثي” لقراءة بيان المليشيا حول ما سمّته “خلية التجسس”- وهو أمر غير معتاد، عادةً ما يتولاه المتحدث باسم المليشيا المدعو يحيى سريع أو القيادي عبدالكريم الحوثي؛ كونه ينتحل صفة وزير داخليتها- كثيرًا من التساؤلات في الأوساط السياسية والإعلامية، واعتُبر مؤشرًا جديدًا على تصاعد الصراع داخل أذرع المليشيا.
ويرى مراقبون أن إسناد هذه المهمة لعلي حسين الحوثي لم يكن صدفة، بل خطوة مقصودة لتلميعه وإبرازه كوريث محتمل ضمن ترتيبات داخلية تهدف إلى تمكين نجل مؤسس المليشيا وإزاحة قيادات تقليدية من الصف الأول.
كما يعزز هذا الظهور، وفق التحليلات، ما تردد مؤخرًا من أنباء عن مصرع القيادي عبدالكريم الحوثي، وزير داخلية المليشيا، في غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعًا لقيادات حوثية بصنعاء، وهو ما تحاول المليشيا التكتّم عليه عبر افتعال قضايا “أمنية” مصطنعة وتوظيفها لتغطية الاضطرابات في هرمها التنظيمي.
تغطية على انكشاف أمني
جاءت “المسرحية” الحوثية بعد سلسلة من الضربات الدقيقة التي استهدفت مواقع وقيادات في العاصمة المختطفة صنعاء، أبرزهم شخصيات رفيعة في حكومة المليشيا غير المعترف بها، ما تسبب بارتباك داخلي وانكشافٍ أمني غير مسبوق.
ويرى محللون أن هذا الانكشاف، إلى جانب الصراع المحتدم بين ذراعي القيادة الميدانية والأمنية، دفع المليشيا إلى افتعال قضية “خلية التجسس” لصرف الأنظار عن واقعها الداخلي المضطرب.
ورقة ضغط و”إنجاز” مصطنع
تؤكد مصادر متطابقة في العاصمة المختطفة صنعاء أن ما أُعلن عنه ليس سوى جزء من مخططٍ إعلامي وأمني يستخدمه الحوثيون كورقة ضغط على المجتمع الدولي، وخصوصًا الأمم المتحدة، بهدف انتزاع تنازلات سياسية واقتصادية.
ووفق تلك المصادر، شُكّلت لجنة خاصة للتحقيق مع المختطفين وتسجيل اعترافات مفبركة تُربط بشبكات تجسس مزعومة، بهدف تقديمها كـ”إنجاز أمني” يُلمّع صورة نجل مؤسس المليشيا ويمنحه حضورًا متقدّمًا داخل التنظيم.
ردود رسمية ومجتمعية ساخرة
الحكومة الشرعية، عبر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، وصفت الإعلان الحوثي بأنه مسرحية هزلية تعكس حجم التخبط والصراع الداخلي، مؤكدة أن المليشيا اعتادت اختلاق الاعترافات القسرية وتوظيفها سياسيًا.
وفي الاتجاه ذاته، رأى موظفون أمميون سابقون ومحللون سياسيون أن التسجيلات التي بثّتها المليشيا تفتقر إلى المصداقية وتُظهر عناصر ضعيفة في “الحبكة”، مثل الحديث عن أجهزة “ريموت” و”خلاطات قهوة”، ما جعلها مادة للسخرية بين الناشطين.
تصعيد متعمد ورسائل مزدوجة
وتحمل الرواية الحوثية، وفق الكاتب نبيل البير، رسائل مزدوجة؛ داخلية هدفها ترهيب المجتمع وفرض الصمت، وخارجية تهدف إلى تأليب الرأي العام ضد السعودية والولايات المتحدة، وتصويرهما كعقبة أمام السلام وصرف الرواتب.
لكن خلف هذا التصعيد الواضح، تقرأ مصادر سياسية أن المليشيا تحاول الهروب من أزماتها الداخلية المتراكمة، عبر صناعة “أعداء خارجيين” وتضخيم الخطر الأمني في محاولة لاحتواء التصدع داخل منظومتها.
وتؤكد مجمل المؤشرات أن ما تسميه المليشيا “إنجازًا أمنيًا” ليس سوى مسرحية سياسية وأمنية لتلميع نجل مؤسسها والتغطية على انهياراتها المتسارعة، في وقتٍ تعيش صنعاء على وقع صراعات داخلية غير مسبوقة، وفقدان متزايد للثقة بين أذرع المليشيا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 2 ديسمبر , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 2 ديسمبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








