تستعد الشرطة البريطانية لإدخال حجاب مغناطيسي جديد ضمن الزي الرسمي، في خطوة تهدف إلى تعزيز السلامة المهنية وتشجيع المزيد من النساء المسلمات  على الانضمام إلى العمل الشرطي.

ويحمل التصميم الجديد اسم “حجاب الضوء الأزرق” Blue Light Hijab، وهو حجاب مكوّن من قطعتين من القماش متصلتين بمشبك مغناطيسي سريع الانفصال، صُمم خصيصاً لمنع خطر الاختناق أو السحب أثناء المواجهات الميدانية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على خصوصية ومظهر الشرطيات اللواتي يرتدينه.

وبحسب القائمين على المشروع، يسمح النظام المغناطيسي بانفصال الجزء السفلي من الحجاب تلقائياً في حال تعرّضه للشد، دون أن يؤدي ذلك إلى كشف شعر الشرطية، وهو ما يعد عاملا مهما للحفاظ على الكرامة الدينية والشخصية.

ووفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فقد بدأت شرطة ليسترشير بالفعل بتوزيع الحجاب الجديد على جميع الشرطيات المؤهلات، فيما أبدت قوات شرطة أخرى اهتمامها وبدأت في تقديم طلبات لاعتماده. كما يُتوقع أن يتم تعميمه لاحقاً على قطاعات أخرى من خدمات الطوارئ، مثل المسعفين والعاملين في المستشفيات.

وجرى تطوير الحجاب بالتعاون بين شرطة ليسترشير وجامعة دي مونتفورت، بعد مشاورات مكثفة مع شرطيات مسلمات عاملات في الميدان، لضمان توافق التصميم مع المتطلبات العملية والدينية. وقبل اعتماده، خضع الحجاب لاختبارات ميدانية شملت تدريبات قتالية، أثبت خلالها فعاليته من حيث الأمان والمتانة.

وقالت المحققة الرقيب ياسين ديساي، التي قادت المبادرة، إن فكرة الحجاب الآمن طُرحت لأول مرة قبل نحو 20 عاماً، لكن تطويره استغرق سنوات من البحث والتجربة. وأكدت أن المنتج النهائي “آمن، وعملي، ويحمي كرامة النساء المسلمات”.

وتأتي هذه الخطوة في ظل سعي الشرطة البريطانية لزيادة التنوع داخل صفوفها؛ إذ تشير بيانات رسمية إلى أن المسلمين يشكّلون نحو 2.5 في المئة فقط من عناصر الشرطة، رغم أنهم يمثلون حوالي 6 في المئة من سكان المملكة المتحدة.

وبحسب مطلغين، تسلط هذه المبادرة الضوء على التحديات التي تواجهها الشرطيات المسلمات، خاصة في ما يتعلق بالاعتداءات اللفظية أو الجسدية، حيث سبق أن كشفت شرطيات عن تعرضهن لإساءات  عنصرية وسحب الحجاب أثناء أداء مهامهن.

أخبار ذات علاقة

نساء يتمايلن بلا حجاب.. شوارع طهران ترقص على أنغام الروك

وترى الشرطة أن اعتماد هذا الحجاب لا يعزز السلامة فقط، بل يبعث برسالة شمولية قد تشجع مزيداً من النساء المسلمات على النظر إلى العمل الشرطي كمسار مهني ممكن ومتاح.