تعقّب مسارات تسلّح الحوثيين في اليمن .. بيلاروسيا في دائرة الاتهام

يتصدر قطع شبكات تهريب السلاح إلى اليمن أجندة واشنطن وتل أبيب والخليج، في ظل توسّع قدرات الحوثيين وتعقّد مسارات الإمداد الإقليمية.
تتصدّر «مكافحة تهريب السلاح» إلى اليمن سلّم الأولويات الأميركية – الإسرائيلية – الخليجية، وذلك في مسعى لانتزاع أوراق القوة من هذا البلد، وحرمانه من توظيف موقعه الاستراتيجي في المعركة الدائرة في المنطقة، خصوصاً في ظلّ تقديرات متزايدة بأن حركة الحوثيين تقترب من سدّ الثغرات التي ظهرت لديها خلال حرب إسناد غزة. 

وفي الأسابيع الأخيرة، أغرقت المراكز البحثية ووسائل الإعلام الغربية والخليجية والإسرائيلية، الفضاء المعلوماتي بسيل من التقارير حول «التهريب» وسبل قطعه، فيما تعاقبت التصريحات الإسرائيلية المحذّرة من تنامي قدرات الحركة، وأحدثُها ما جاء على لسان رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، الذي صنّف اليمن باعتباره «جبهة تهديد خطيرة جداً» لإسرائيل، متوعداً بأن تل أبيب لن تسمح بتطوّر القدرات العسكرية اليمنية. 

 


ويأتي ذلك فيما يبدو أن العدو بدأ بالفعل تنفيذ الخطط المرسومة بعيداً من الأضواء لمحاصرة الحوثيين التي يَعتقد أن تركها تتسلّح وتعزّز قدراتها أكبر بكثير من كلفة الدخول في مواجهة استباقية معها. وفي هذا السياق، تتابع إسرائيل، ومعها الجهات المعادية لليمن، مسارات «التهريب» بدقّة – التي تقول إنها توسّعت بشكل ملحوظ -، مع تركيز خاص على القرن الأفريقي، فيما بدا لافتاً إقحام اسم بيلاروسيا، بعدما كانت الاتهامات في السنوات الماضية منحصرة بإيران والصين وروسيا. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن إيران تستخدم بيلاروسيا كغطاء جديد لعمليات نقل الأسلحة، خاصة بعد سلسلة زيارات رسمية متبادلة بين قادة القوات الجوية الإيرانية والبيلاروسية في أوائل تشرين الثاني الجاري، وإن ذلك التنسيق يمثّل جزءاً من شبكة نفوذ روسية – بيلاروسية تسهّل الحركة الإيرانية في المنطقة.

وفي الإطار نفسه، ذكر موقع «نتسيف» العبري أن إيران أرسلت، في الأيام الماضية، شحنات أسلحة غامضة إلى البحر الأحمر، مستخدمةً طائرات نقل عسكرية بيلاروسية تابعة لشركة طيران «رادا»، مشيراً إلى أن مطار «مصوع» في إريتريا تحوّل إلى نقطة شحن وتفريغ لوجستية رئيسية، ما يسمح بتحويل مسار الشحنات مباشرة نحو اليمن. ونشر الموقع بيانات تتبّع الرحلات الجوية التي بيّنت أن إحدى هذه الطائرات كانت في مينسك في 9 تشرين الثاني، قبل أن تتّجه إلى طهران، ومنها إلى وجهة غير معلنة في رحلة اتّسمت بالسرية الكاملة، مضيفاً أنه تمّ رصد الطائرة لاحقاً وهي تتّجه نحو سواحل اليمن ومنها إلى أفريقيا، ثمّ تهبط في مطار «مصوع»، وتختفي بعد ذلك من أنظمة التتبّع؛ علماً أنه ظهرت إلى جوارها في المطار طائرة نقل عسكرية أخرى. ولا تُعدّ هذه الرحلة الأولى من نوعها؛ إذ تشير المعلومات المنشورة وعمليات التتبّع إلى أن طائرة شحن إيرانية تابعة لشركة «فارس قشقاي»، رُصدت في 27 تشرين الأول الماضي عبر الوجهة نفسها، وهي محمّلة بمعدات عسكرية.

ثمّة مساع أميركية – إسرائيلية – خليجية لقطع طرق تهريب الأسلحة إلى اليمن

من جهته، أجرى «المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية» (ISPI) بحثاً مطولاً تحدّث فيه عن توسّع «غير مسبوق» في شبكات التهريب المرتبطة بـالحوثيين  وذلك خارج نطاق السواحل اليمنية. وأشار المعهد إلى أن السواحل الصومالية تُستخدم «بشكل متزايد» كمنصّة عبور لشحنات الأسلحة إلى اليمن، لافتاً إلى بيانات أممية تتحدّث عن تعاون متنامٍ بين «أنصار الله» وحركة «الشباب» الصومالية في مجال التهريب، يشمل تبادل الدعم اللوجستي والتكتيكات العملياتية. كما تحدث عن وجود مسارات تهريب إضافية عبر إريتريا وجيبوتي، وصولاً إلى موانئ الحديدة والصليف. وخلص المعهد إلى أن هذا التوسّع الإقليمي لم يغيّر فقط هيكل مسارات الإمداد العسكري للحركة، بل أسهم أيضاً في إعادة تشكيل موازين القوى على ضفّتَي البحر الأحمر.

وكانت أشارت تقارير أممية سابقة إلى أن الحوثيين طوّرت شبكات تهريب عابرة للحدود، تتيح لها نقل الأسلحة والمكوّنات العسكرية الحساسة عبر خطوط بحرية وبرّية معقدة، تمتدّ من إيران إلى البحر الأحمر وخليج عدن، مروراً بمحاور تهريب في شرق أفريقيا. وتتقاطع هذه المعطيات مع تقارير سودانية وإسرائيلية حديثة، كشفت عن دور متصاعد للساحل السوداني، وتحديداً ميناء بورتسودان، في شبكة التهريب الإقليمية. وتزعم تلك التقارير أن قادة بارزين من «أنصار الله» وصلوا في الأسابيع الماضية إلى قاعدة «فلامنغو» البحرية الواقعة شمال بورتسودان، وهي إحدى أهمّ المنشآت الساحلية التي تستخدمها القوات السودانية وتتميّز بقربها من خطوط الملاحة في البحر الأحمر. وبحسب هذه المصادر، يجري استخدام القاعدة والميناء المحاذي لها كنقطة ارتكاز لوجستية، تتيح إعادة ترتيب مسارات الإمداد وفتح خطوط تهريب جديدة بعد تضييق الخناق البحري على المسارات التقليدية عبر عُمان والصومال.

أيضاً، لمّحت تقارير أخرى إلى أن الهجمات على السفينتَين «سكارلت راي» و«أبيي» قبالة السواحل السودانية أثناء حرب إسناد غزة، قد تكون مرتبطة بهذا النشاط، خصوصاً أن ميناء بورتسودان وامتداده الساحلي يوفّران إمكانات واسعة للتمويه وإعادة الشحن. كما تحدّثت مصادر سودانية عن أن إيران نقلت، خلال تشرين الأول الماضي، طائرات مسيّرة من طرازَي «مهاجر 6» و«أبابيل» إلى وحدات عسكرية نظامية سودانية، وذلك في إطار تعاون يتجاوز ساحة الحرب الداخلية ويتصل مباشرة بشبكات الإسناد العسكري للحوثيين.
 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة يمن فويس , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من يمن فويس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى