شهدت حياة مثقف سوري عانى الفقر والتشرُد في الطرقات العامة تحولاً لافتاً، عقب توجيه رسمي بتبني موهبته الأدبية التي كانت حبيسة أوراقه ودفاتره الخاصة التي رافقته في رحلة مبيته في العراء.

ووجّه وزير الثقافة السوري، محمد ياسين صالح، بنشر مجموعة قصصية للكاتب الأربعيني “محمد الناصر” الذي تصدرت قصته أخيراً حديث السوريين، عقب تداول مقطع فيديو له يشكو فيه الفقر والتشرُد وحاجته لدعم موهبته الأدبية.

وقضى التوجيه بتأمين عمل ملائم للكاتب الناصر المنحدر من محافظة دير الزور شرقي البلاد، في خطوة تهدف لرعايته ودعمه وانتشاله من التشرُد الذي قادته ظروفه المادية إليه.

وأبدى الكاتب، في مقطع فيديو نشره “تلفزيون سوريا” عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، سعادته بتلبية ندائه من قبل وزارة الثقافة، وتبني موهبته ومساعدته على إخراج ثروته الثقافية إلى النور.

درس الناصر في كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة دير الزور، إلا أنه لم يكمل تحصيله العلمي، فقد انقطع عن الدراسة في السنة الأخيرة، وتنقل بعدها في عدة أعمال حرة بعيدة عن مجاله، إلا أن الفشل كان حليفاً له بشكل دائم.

وأثيرت قصة الكاتب في البداية من قبل أحد المدونين الذي عثر عليه في أحد شوارع حي الشيخ ضاهر في محافظة اللاذقية الساحلية، وأجرى معه حواراً وثّقه بفيديو أظهر حجم الثقافة التي يمتلكها.

وظهر حينها الكاتب في الشارع وهو يصنع الشاي على الحطب وبجانبه علبة ماء فقط ومجموعة من الكتب والأوراق، وواظب خلال المقطع المتداول على إلقاء أبيات شعرية لكبار الشعراء.

وعبّر حينها عن حزنه لعدم تقدير موهبته، وقال “إن حلمه رغم ظروفه أن تُطبع له مجموعة قصصية وتحظى موهبته بالاهتمام والتقدير، وهو ما سيسعده وينسيه ظروفه الحياتية القاسية”.

وتفاعل مدونون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع قصته، وأبدوا دهشتهم لأدائه وكلماته ونبرة صوته، وطالبوا الجهات المختصة بأن تولي اهتماماً له وترعاه للاستفادة من علمه وثقافته.