حالة من الاحتفاء النقدي والإقبال الجماهيري شهدته المسرحية المغربية “النقشة” التي تُعرض حاليًا في موسم جديد على المسارح المحلية.

والمسرحية، تأليف وإخراج عبد المجيد سعد الله، وبطولة جميلة مصلوحي، إلى جانب عدد من الوجوه الشابة منهم مصطفى أهنيني، وحميد مرشد، وسامي سعد الله، وسعيد مزوار، وزينب زعبول. 

ومن أبرز أسباب هذا التفاعل الإيجابي هو موضوع العمل الذي يقوم على محاولة تغيير النظرة التقليدية المجتمعية السلبية نحو المرض النفسي، ورفض إظهار أصحابه باعتبارهم أشخاصًا خارج فضاء الإنسانية. 

وتقوم الحبكة الدرامية للمسرحية على دخول شخصية عاقلة هي “الباتول” إلى جناح المرضى النفسيين بأحد المستشفيات، فتكتشف عالمًا من الرحمة والتعاطف والتفاهم معها من جانب هؤلاء المرضى، وهو ما لم تجده وهي في “عالم العقلاء” خارج المستشفى.

المرأة الجميلة التي تكتسي عيناها بالحزن وروحها بالجراح تكتشف أن نزلاء الاضطرابات النفسية والعصبية يوفرون لها مساحة آمنة للبوح ويحيطونها بحالة من الدعم تساعدها على التعافي من الانتهاكات المعنوية التي تتعرض لها النساء العربيات كالتنمر والتحرش والتقليل من الإنجازات.

ويتميز أداء جميلة مصلوحي في هذا العمل بالحضور الطاغي النابع من صدق الأداء والانفعال الشديد بالشخصية والقدرة اللافتة على تجسيد مأساة امرأة أُغلقت في وجهها كل أبواب الرحمة والخير والاحتواء، ما جعلها تشعر بشيخوخة في الروح ومشيب في القلب وافتقاد للحد الأدنى من الثقة في البشر “العقلاء”. 

ويرفض صناع المسرحية وصم المرض النفسي بـ “العار المجتمعي”، عبر رسالة توعوية تحث على التفهم والتعاطف والتفاعل الإيجابي مع من أوقعهم حظهم العاثر في براثن هذا النوع من المعاناة.