الفقد والحزن.. كيف نتعافى بعد رحيل من نحب؟

الفقد والحزن.. كيف نتعافى بعد رحيل من نحب؟
الفقد تجربة إنسانية عميقة يمر بها الجميع، وهي جزء لا يتجزأ من دورة الحياة. حين يرحل من نحب، يتزلزل عالمنا، ويخيم الحزن على القلب، تاركا فراغا يصعب ملؤه.
فكيف نتعامل مع هذا الألم؟ وكيف يمكن للقلب أن يتعافى بعد غياب ترك أثره العميق؟
توضح الباحثة النفسية والمستشارة الأسرية سعدية ناصر القعيطي، في حديثها لـ”إرم نيوز”، أن الحزن ليس مرضا ولا علامة ضعف، بل هو انعكاس لعمق الحب الذي جمعنا بمن فقدناهم.
وأضافت: “المشاعر البشرية لا تتبع مراحل محددة، فكل إنسان يمر بالفقد بطريقة مختلفة، كأمواج البحر التي تشتد أحيانا وتهدأ أحيانا أخرى، وغالبا ما تقل شدتها مع مرور الزمن”.
وأشارت القعيطي إلى أن الفقد لا يؤثر في القلب فقط، بل يمتد تأثيره إلى الجسد والحياة اليومية، فالذكريات والتساؤلات قد تصبح أكثر إيلاما في الليل، وكل ذلك يفرض علينا مواجهة الحياة دون من رحل، مع مشاعر متقلبة من الحزن العميق إلى اليأس والاختناق، وهي مشاعر طبيعية وجزء من رحلة التعافي.
وتشير الأبحاث إلى أن المشاعر المكبوتة تُخزّن في مناطق الدماغ المسؤولة عن الإحساس الجسدي والعاطفي، وتتراكم في أماكن كالصدر والحنجرة والوجه، وحتى العينين.
فالجسد يحتفظ بذاكرة الألم، وكل حزن لم نعيشه بالكامل لا يمكن تجاوزه بمجرد الإدراك العقلي.
كيف تبدأ رحلة التعافي؟
لتجاوز الألم، يجب دمج العلاجات النفسية والجسدية:
العلاج بالحديث مع مختص أو شخص داعم.
العلاج الجسدي (Somatic Healing) لتحرير المشاعر المخزنة.
العلاج بالكتابة أو الرسم أو الصوت للتعبير عن الألم بطريقة خلاقة.
السماح بالمشاعر: عِش حزنك دون مقاومة أو أحكام.
التعاطف مع الذات: كن لطيفا مع نفسك، فلكل شخص زمنه الخاص لتجاوز الألم.
اختيار الصحبة المناسبة: أحط نفسك بأشخاص يفهمونك ولا يقارنون تجربتك بتجاربهم.
تقبّل أثر الحزن على حياتك اليومية: فالأيام الثقيلة طبيعية، ولا تتردد بطلب الدعم.
وأكدت القعيطي أن رحلة التعافي شخصية وفريدة، ولا زمن محددا لها. غياب الحزن لا يعني نسيان من فقدناهم، بل يعني تعلم كيفية تذكّرهم دون ألم.
والتعافي لا يقلل من الحب، بل يمنحه أجنحة ليحلّق من جديد، ويستمر في حياتنا من خلال كل فعل حب ورحمة ولطف نقدمه.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.





