الجنوب بين لهيب الحر وانطفاء الوعي : دعوة لصحوة ضمير

تمرّ بلادنا، وتحديدًا المحافظات الجنوبية، بأسوأ مراحلها السياسية والمعيشية والثقافية. بين لهيب الحرّ وانقطاع المطر، وجفاف الضمير، وانهيار القيم، لم تعد الأزمة أزمة خدمات أو فساد فقط، بل أزمة في الوعي والنية والضمير الجمعي
أكتب هنا أولًا لنفسي، قبل أن أوجه رسالتي للآخرين. أنصح نفسي وكل جنوبي أن يُخلِص نيته لله أولًا، ثم لوطنه وأهله. فما نراه من انقطاع للمطر عن مناطق طالما كانت مبللة صيفًا، ليس فقط شأنًا مناخيًا، بل قد يكون رسالة من السماء لتوقظ فينا الغافل وتبعث الخائف. لقد جفّت السماء حين جفت قلوبنا من النية الصافية والعمل المخلص.
إن المجتمع الجنوبي، الذي عُرف بالشهامة والكرامة، يتعرّض اليوم لأبشع مؤامرات التمزيق والتدمير، لا فقط من الخارج بل من أبنائه أنفسهم. فانتشار المخدرات والمروجين لها لم يعد ظاهرة هامشية بل خطرًا متصاعدًا، ينهش الشباب، ويستنزف العقول، ويهدد مستقبل أجيال الجنوب ووسط هذا الخراب، تطفو خلافات علنية بين أطراف في رأس الهرم القيادي آخرها الخلاف بين العظيمي وطارق عفاش وهو خلاف لا يعكس إلا صراع نفوذ على حساب الشعب، وليس تنافسًا من أجل خدمته. لقد فشلوا في أن يكونوا نموذجًا لوحدة الصف، وصاروا دليلًا واضحًا على أن المصالح الشخصية غلبت المصلحة الوطنية.
الجنوب اليوم لا يحتاج شعارات، بل صحوة ضمير. يحتاج أن نُعيد النظر في علاقتنا مع الله، في نيتنا، في سلوكنا اليومي، وفي مسؤولياتنا الجماعية. كل فرد مسؤول. لا تنتظر من قيادي أن يُصلح لك الطريق وأنت تساهم في خرابه بسكوتك أو تهاونك أو فسادك الصغير
رسالتي لأبناء الجنوب: لا تضيّعوا ما تبقّى من وطنكم في دوامة الصراعات والمخدرات واليأس. عودوا إلى أنفسكم، اصنعوا من الألم دافعًا، وكونوا كما عهدنا الجنوب… أرضًا للكرامة لا ساحة للترويج والانحدار.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.