الاحتفال بذكرى ثورة أكتوبر في حضرموت والضالع.. تأكيد على وحدة وتلاحم الجنوبيين


تشهد محافظات الجنوب استعدادات وتحضيرات كبيرة يصاحبها حراكاً جماهيريا لشعب الجنوب قاطبة من المهرة شرقاً ومضيق باب المندب غرباً للاحتفال بالذكرى الـ 62 لثورة الـ 14 اكتوبر المجيدة التي انتصر فيها الجنوبيون على الاستعمار البريطاني، ولقنه درساً عظيماً لن ينساه أبداً، إذ يواصل ابناء شعب الجنوب انتصاراته المتتالية التي تكللت بهزيمة مليشيات الحوثي الإرهابية ومليشيات الإخوان وجناحها العسكري تنظيم القاعدة المتطرف.

تأكيد ووحدة:

احتشاد ابناء الجنوب إلى محافظتي حضرموت والضالع للمشاركة في فعالية أكتوبر المجيدة سوف تؤكد على وحدة وتلاحم شعب الجنوب التواق إلى الحرية والاستقلال واستعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة والقانون.

صمود وكفاح:

في الاحتفالية الاكتوبرية سيؤكد شعب الجنوب على أن المرحلة التي يمر بها الجنوب وقضيته اليوم تشابه، إلى حدٍ كبير، المراحل التاريخية التي مر بها الجنوب وشعبه إبان الاحتلال البريطاني، حيث تحتاج المرحلة اليوم إلى مزيد من الصمود، والكفاح، والنضال، في ظل محاولات أعداء الجنوب كسر الإرادة الشعبية الجنوبية العظيمة، وهزيمة كل ما تحقق للجنوب اليوم من بناء قوات جنوبية مسلحة وطنية، وكيان سياسي جنوبي جامع، ووصول دبلوماسي رهيب بقضية شعب الجنوب إلى أروقة دول مهمة (عربيًا، وإقليميًا، ودوليًا، وعالميًا)، وكان آخرها المُشاركة الثالثة على التوالي للرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية.

مراحل ومنعطفات تاريخيّة:

هذه الذكرى الوطنيّة الاكتوبرية مرت بأهم المنعرجات، والمنعطفات التاريخية التي شهدتها أعظم الثورات الجنوبية، والمُتمثلة بثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، والتي انطلقت شرارتها العظيمة من أعالي جبال ردفان الشماء ضد قوات الاحتلال البريطاني، والتي توّجت تضحيات الابطال الجنوبيين آنذاك بتحقيق الاستقلال الكامل في الثلاثين من نوفمبر المجيد. حيث مرت هذه المرحلة بأهم اللحظات والمواقف والمنعرجات التاريخية التي شهدها الجنوب قبل، وبعد اندلاع شرارة ثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان الشماء، وأهمها، حصار قوات الاحتلال البريطاني للثوار في ردفان، والذي استمر قرابة أربع سنوات، شنت خلالها قوات الاحتلال البريطاني هجمات شرسة ضد الثوار والأهالي، والتظاهرات والاحتجاجات التي خرجت بالعاصمة الجنوبية عدن ضد التواجد البريطاني، والتي واجه خلالها الثوار الجنوبيين أسلحة جنود الاحتلال البريطاني بصدور عارية،والتآزر، والتكاتف الذي حصل آنذاك بين أبناء الجنوب ضد قوات الاحتلال البريطاني، والذي كان أحد العوامل الرئيسية في الانتصار، والاستقلال، كما أن قصة السفينة البريطانية الهندية التي اتخذتها بريطانيا عبر الكابتن البريطاني (هنس) ذريعة لاحتلال العاصمة عدن، والتي دارت أحداث هذه القصة، في عام 1839م، وقد انتصر الجنوب في عام 1967م، على الدولة التي لا تغيب عنها الشمس (بريطانيا)، والتي لم يكن محظ صدفة، بل كان نتاج لدماء، وتضحيات، ونضالات، قدمها الأجداد والآباء في سبيل تحقيق ذلك النصر العظيم، والذي يحتاج اليوم أن نستذكره، وأن نواصل السير على نهجه، حتى استعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة.

دعوات للمشاركة الفاعلة والاحتشاد إلى الضالع وحضرموت للاحتفاء بذكرى اكتوبر المجيدة:

دعت الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي جماهير شعب الجنوب إلى المشاركة الفاعلة في إحياء الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، التي ستُقام فعالياتها في محافظتي حضرموت والضالع، استجابةً لدعوة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري للأمانة العامة، المنعقد يوم الثلاثاء في العاصمة عدن، برئاسة الأستاذ عبدالرحمن جلال شاهر الصبيحي، عضو هيئة الرئاسة والأمين العام للمجلس، والذي ناقش جملة من القضايا التنظيمية والسياسية والاقتصادية الراهنة.

عقدت الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأربعاء، اجتماعها الدوري برئاسة الأستاذ عصام عبده علي، نائب رئيس الجمعية.

وفي مستهل الاجتماع، رفعت الهيئة الإدارية أسمى التهاني إلى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس، وعبره إلى شعب الجنوب، بمناسبة حلول الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، مؤكدة أن تلك الملحمة التاريخية تمثل مصدر إلهام لاستكمال مسيرة النضال نحو الاستقلال الثاني، داعية في هذا السياق إلى المشاركة الواسعة في الاحتفالات المقررة في محافظتي حضرموت والضالع.

كما ترأس الأستاذ عبدالعزيز الشيخ، رئيس هيئة الإعلام والثقافة بالأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الثلاثاء، اجتماعًا لرؤساء قطاعات وإدارات الهيئة، كُرِّس لمناقشة الخطة الإعلامية الخاصة بتغطية فعاليات إحياء الذكرى الثانية والستين لثورة 14 أكتوبر المجيدة، المزمع إقامتها في محافظتي الضالع وحضرموت.

وخلال الاجتماع، جرى استعراض ومناقشة الخطة المعدّة للتغطية الإعلامية، والتي جرى توزيع مهامها على القطاعات والإدارات المختصة بما يضمن تغطية شاملة واحترافية للفعاليات في الضالع وحضرموت وبقية محافظات الجنوب.

وأوضح رئيس الهيئة الأستاذ عبدالعزيز الشيخ أن الاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية العظيمة يأتي استجابةً لدعوة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مشددًا على أهمية مضاعفة الجهود وتوحيد الأداء الإعلامي بروح الفريق الواحد، بما يعكس عظمة الحدث ويُجسّد الإرادة الوطنية لشعب الجنوب في المضي نحو تحقيق تطلعاته المشروعة.

ودعت الهيئة في ختام الاجتماع وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، والناشطين والمؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي، إلى التفاعل والمشاركة الفاعلة في التغطية الإعلامية للفعاليات، لإبراز الرسائل الوطنية التي تحملها هذه الذكرى المجيدة، والتأكيد على وحدة الموقف الجنوبي في هذه المرحلة المفصلية من تاريخه.

وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب: ‏ستظل ثورة أكتوبر المجد الخالد الذي لا يزول، والإرث الوطني الجنوبي الذي لن ولن يُفرَّط فيه أبدًا.

كيف لا، ونحن نجددها ثورة وهدفًا وتضحياتٍ وأمجادًا وانتصاراتٍ، ولحمةً وتلاحمًا واصطفافًا خلف قيادتنا العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي حتى تحقيق الاستقلال الثاني الذي لم يعد بعيدًا.

وكيف لا، وأبطال قواتنا المسلحة الجنوبية يجسدون اليوم ملاحمها العظيمة، ويعيدون الانتصار لأهدافها على أرض الواقع، في الجبهات الحدودية، وفي مواجهة الإرهاب الذي جرى تصديره إلى الجنوب كأداة ووسيلة للاحتلال. وفي معركة وجود ومصير متعددة الجبهات هي لاستعادة لدولتنا الجنوبية كاملة السيادة واستعادة مكانة وطننا الجنوب ودولته كركيزة اساسية في معادلة الامن الاقليمي والدولي.

الدكتور صدام عبدالله كتب مقالاً صحفياً بعنوان (‏أكتوبر مجيد عهد جديد: دلالات الاحتفال بثورة 14 أكتوبر في حضرموت والضالع).

وقال الدكتور صدام: يستعد ابناء الجنوب للاحتفاء بالذكرى الثانية والستين لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة، وهي ثورة التحرير التي توجت بجلاء الاستعمار البريطاني، وتتخذ هذه الذكرى لهذا العام بعداً استثنائياً بتوجيهات من الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس المجلس القيادة الرئاسي، بأن تكون الفعاليات المركزية في محافظتي حضرموت والضالع. هذا الاختيار لم يأت عبثاً، بل يحمل في طياته دلالات عميقة ورسائل واضحة تعكس توجهات المرحلة الراهنة والمستقبلية للشعب الجنوبي تحت شعار أكتوبر مجيد… عهد جديد. إن إقامة الاحتفالات في هذين الموقعين الاستراتيجيين يؤكد على الوحدة الوطنية والمكانة المحورية لكلتا المحافظتين في مسيرة النضال التحرري.

تأتي الضالع في قلب هذه الاحتفالات لتؤكد على الدور التاريخي الذي لعبته طوال المسيرة التاريخية للنضال ضد المحتل في الماضي والحاضر ، فالضالع كانت دوما الى جانب ابناء الجنوب في كل شبر من الوطن وبالذات ردفان الأبية التي أطلق منها الشهيد راجح بن غالب لبوزة الرصاصة الأولى في فجر الـ 14 من أكتوبر عام 1963. لذا فإن الاحتفال فيها هو تجديد للعهد مع قبلة الثوار، وتأكيد على أن النضال المعاصر هو امتداد طبيعي لنضال الأجداد، وإن اختيار الضالع يمثل رسالة قوية بأن الروح الثورية لم تخمد، بل هي متجددة ومستعدة للدفاع عن كل شبر من أرض الجنوب. كما أن حضور الضالع كمركز للاحتفال يسلط الضوء على تضحيات أبنائها المستمرة في الخطوط الأمامية لمواجهة التحديات الراهنة، ويجسدها كمركز إشعاع ثوري يلهم بقية المحافظات.

أما اختيار حضرموت بساحلها وواديها وصحرائها، لاستضافة ايضا الفعاليات المركزية، فيحمل في طياته أبعاداً استراتيجية بالغة الأهمية.ط، فحضرموت ذات الثقل السكاني والموقع الجغرافي الواسع والعمق الاقتصادي الهائل، هي ركيزة أساسية في أي مشروع وطني جنوبي قادم، وإن الاحتشاد فيها ولا سيما في مدينة شبام التاريخية ، يهدف إلى إرسال رسالة واضحة بوحدة الصف الجنوبي، وتأكيد الموقف الحضرمي الموحد تجاه استكمال أهداف ثورة أكتوبر المعاصرة، كما أن تركيز الفعالية في حضرموت يعكس الإرادة القيادية على دمج المحافظات الشرقية في مسار التحرير وتفنيد أي محاولات لتقسيم النسيج المجتمعي أو الجغرافي الجنوبي، والتركيز على الهوية الجنوبية الجامعة التي تجدد العهد بمسيرة أكتوبر التحررية.

كما إن الشعار المعتمد لهذا العام، أكتوبر مجيد.. عهد جديد يربط الماضي الثوري المجيد بالحاضر الطموح والمستقبل المنشود. فـأكتوبر مجيد هو اعتراف بالتاريخ وإجلال للتضحيات، بينما عهد جديد هو إعلان عن الانتقال من مرحلة المقاومة إلى مرحلة البناء والسيادة، وهذا العهد الجديد يتطلب من أبناء الجنوب التمسك بالتلاحم الجنوبي واستلهام الدروس من ثورة أكتوبر لتحقيق هدف استعادة الدولة وبناءها بالشكل الصحيح الذي يضمن الحفاظ على الحقوق وترسيخ مداميك الحكم الفدرالي لكل محافظة وتكريس العدالة الاجتماعية بين السكان والتنمية المستدامة. إن الجمع بين الضالع كرمز للتضحيات والقوة العسكرية والوهج الثوري، وحضرموت كرمز للعمق الجغرافي والثروة الاقتصادية، يؤكد أن التحرر يمر من بوابة التماسك الجنوبي ، وأن الـ 62 عاماً من عمر الثورة هي بداية لمستقبل مشرق.

واخيرا إن الذكرى الـ 62 لثورة الـ 14 من أكتوبر ليست مجرد احتفال بالماضي، بل هي تجسيد للإرادة الشعبية الحرة وتأكيد على استمرار المسيرة التحررية. لذا، فإن الواجب الوطني يحتم على كل جنوبي أن يلبي نداء الواجب، ولنجعل من الاحتفالات في حضرموت والضالع تظاهرة شعبية تُرسل رسالة مدوية للعالم بأن شعب الجنوب موحد على مشروع استعادة دولته، فليكن حضوركم تحت شعار أكتوبر مجيد.. عهد جديد، تجديداً للعهد مع الشهداء وتأكيداً على الالتزام ببناء المستقبل الذي يليق بالتضحيات الجسام. ولنصطف جميعا للمشاركة والاحتشاد، فالحرية والسيادة تستمدان قوتهما من صوت الجماهير الحاشد.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى