اخبار سوريا : "غسان عبود" يكسر القواعد في «الوفاء لإدلب» .. تبرع تاريخي يتجاوز 55 مليون دولار


“غسان عبود” يكسر القواعد في «الوفاء لإدلب» .. تبرع تاريخي يتجاوز 55 مليون دولار

في مشهد وُصف بأنه سابقة غير مسبوقة في الحملات الخيرية السورية، أعلن رجل الأعمال السوري المنحدر من محافظة إدلب، “غسان عبود”، تبرعًا يتجاوز 55 مليون دولار دعمًا لحملة «الوفاء لإدلب» ولأبناء المحافظة، ليكرّس بذلك سجله الطويل في تمويل المشاريع الإنسانية والطبية في إدلب ومحافظات سورية أخرى منذ سنوات الحرب.
غسان عبود.. رجل الأعمال العصامي الذي ارتبط اسمه بإدلب والعمل الإنساني
في مشهد يعكس قصة نجاح استثنائية، يبرز اسم رجل الأعمال السوري غسان عبود كأحد أبرز الوجوه الاقتصادية والإنسانية المرتبطة بمحافظة إدلب وسوريا عامة، فهو ملياردير عصامي ومؤسس ومالك مجموعة غسان عبود في دولة الإمارات العربية المتحدة، انتقل إليها عام 1992 ليستقر هناك، ويصعد تدريجياً حتى يصبح في عام 2018 ضمن قائمة «أفضل خمسين مقيمًا من ذوي التأثير الأكبر في الإمارات» بحسب تصنيف فوربس ميدل إيست.

يحمل عبود الجنسيتين البلجيكية والسورية، ويستثمر جزءًا كبيرًا من أمواله في تجارة السيارات وقطع الغيار والمتاجر والبيع بالتجزئة وخدمات توريد الطعام والخدمات اللوجستية والإعلام والترفيه في دولة الإمارات، بينما يوجه الجزء الآخر نحو السياحة والفندقة والأعمال الرعوية وتربية المواشي في أستراليا.

ورغم تشكيك البعض في مصدر ثروته واعتبارهم أنه أصبح مليارديرًا في «يوم وليلة»، يرد عبود دائمًا بأنه رجل عصامي بنى ثروته على مدى 26 عامًا من العمل الدؤوب في أربع قارات، وهو ما يجعل قصته نموذجًا للاغتراب المثمر والعمل الجاد.

النشأة والجذور الأولى
وُلد محمد غسان عبود في 4 أغسطس/آب 1967 في مدينة إدلب شمال سوريا. متزوج من ناهد نبهان ولديه خمسة أولاد. أكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب بجامعة دمشق متخصصًا بالصحافة. نشأ في أسرة متوسطة محبة، يمتلك والده بقالة صغيرة كان يساعده فيها منذ صغره. هذه الخلفية البسيطة صاغت شخصيته وأكسبته روح العمل المبكر والاعتماد على الذات.

في سن الثانية عشرة كان شاهدًا على عمليات قتل المنتفضين ضد البعثيين، ورأى أحد مدرسيه في الثانوية مسحوبًا من منزله وهو ينزف دمًا من رأسه، ما عمّق كرهه لعائلة الأسد. كما فقد زوجته الأولى الحامل في جنينها الأول بسبب نقص الأكسجين في أحد المستشفيات السورية، الأمر الذي دفعه إلى ترك سوريا عام 1992 والسفر إلى دول الخليج ليبدأ هناك مشوارًا جديدًا.

من العلاقات العامة إلى إمبراطورية اقتصادية
انتقل غسان عبود إلى الإمارات في سبتمبر/أيلول 1992 حيث عمل أولاً في العلاقات العامة قبل أن يؤسس مجموعة غسان عبود في 1994. بدأت المجموعة في تجارة السيارات الجديدة وقطع الغيار، ثم توسعت إلى تجمع متنوع منخرط في العديد من القطاعات الاقتصادية.

تشمل استثماراته اليوم مجموعة غسان عبود (GAG) وهي تجمع شركات دولية تعمل في السيارات واللوجستيات والإعلام والضيافة والعقارات والبيع بالتجزئة وخدمات توريد الطعام، وغسان عبود للسيارات وقطع الغيار: بدأت أعمالها عام 1994 في الشارقة، حيث تعاملت بالمركبات وقطع الغيار والملحقات. اليوم تتعامل الشركة بسيارات الركاب والمركبات التجارية والشاحنات والمعدات الثقيلة وزيوت التشحيم، إضافة إلى خدمات لوجستية وخدمات التخزين والنقل والتوثيق.

كذلك “لايف بوينت للإنتاج الفني”: تأسست عام 2008 وتنتج برامج إخبارية واجتماعية وسياسية وتزود القنوات العربية والأجنبية بتقارير وخدمات استوديو ومداخلات حية، ومقرها في دبي ولها فروع في الأردن وإسطنبول.

و”أورينت ميديا”: أطلقها عبود في 2008 كقناة فضائية تبث الأخبار والشؤون اليومية وبرامج الترفيه إلى الخليج والمشرق العربي وأجزاء من شمال إفريقيا، ولها سمعة قوية لدى السوريين بسبب تغطيتها الموضوعية.

استثماراته في أستراليا.. من الفنادق إلى المزارع
في عام 2012 بدأ عبود يفكر بتوسيع اهتماماته عالميًا فاختار أستراليا ليؤسس فيها استثمارات سياحية ضخمة. في 2016 زار كيرنز بولاية كوينزلاند ليجد «المكان» الذي يبحث عنه، فاشترى فندق «ريدجز ترايدويندز» بمبلغ 34 مليون دولار وأعاد تحديثه بـ136 مليونًا ليصبح فندق «رايلي» ذو 311 غرفة وافتتح في 2018.

كما اشترى موتيلين في كيرنز وهدمهما ليبني منتجع «فلين» الجديد المتوقع افتتاحه قريبًا. أدخل عبود الفنادق الفاخرة إلى كيرنز لأول مرة منذ 20 عامًا ثم توسع بشراء «ليتل ألبيون» في سيدني و«بايرون» على الساحل الشمالي لنيو ساوث ويلز، وامتلك منشأة «كريستال بروك لودج» ومزرعة للمواشي بمساحة 33 ألف هكتار، إضافة إلى يخت فاخر بطول 28 مترًا يُؤجر بـ50 ألف دولار أسبوعيًا.

مواجهة النظام السوري والانحياز للثورة
في 2009 أطلق عبود «تلفزيون المشرق» في سوريا ليكون منبرًا لكل السوريين، ما وضعه في مواجهة مباشرة مع نظام الأسد، وخسر 18 مليون دولار وتعرض موظفوه البالغ عددهم 149 شخصًا (بينهم 60 صحفيًا) للتهديدات بالقتل ومضايقات من ضباط الجيش والمخابرات. سيطر النظام على مقرات التلفزيون لكن عبود أعاد إطلاقه باسم «أورينت ميديا» من الإمارات وتركيا والأردن، لتصبح من أكثر المحطات متابعة بين السوريين داخل البلاد وخارجها.

كما استثمر في المجال الزراعي في سوريا بزرع أكثر من 6,000 شجرة زيتون واستيراد مصنع لزيت الزيتون بقيمة 2 مليون دولار لكنه اضطر لإغلاقه تحت ضغط النظام. وفي عام 2012 أسس «مؤسسة أورينت للأعمال الإنسانية» لتمويل وبناء المستشفيات والمدارس وتقديم الطعام والأدوية والمساعدات الإنسانية داخل سوريا المدمرة.

غسان عبود اليوم ليس مجرد رجل أعمال بل نموذج لرجل عصامي جمع بين النجاح الاقتصادي والمواقف المبدئية، وارتبط اسمه بمحافظة إدلب ودعمها في أصعب الظروف، وكان حضوره البارز في حملة «الوفاء لإدلب» مثالاً على التزامه الأخلاقي والإنساني تجاه وطنه وأهله. قصته هي قصة نجاح ووفاء وانتماء ممتد من إدلب إلى العالم.

تكتسب هذه الحملة زخمًا استثنائيًا لأن إدلب تمثل في الوجدان السوري رمزًا للصمود والتهجير المتكرر، وقد جاءت حملة «الوفاء لإدلب» بهدف دعم إعادة المهجرين إلى قراهم وتحسين واقع الحياة في المناطق المتضررة من الحرب، عبر مشاريع إنسانية وتعليمية وصحية. حجم التبرعات تجاوز كل التوقعات ليؤكد مكانة إدلب الخاصة في قلوب السوريين في الداخل والشتات.



ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى