اخبار سوريا : حملة «الوفاء لإدلب»… مبادرة كسرت القواعد وأعادت الأمل للمهجرين

×
في 26 أيلول/سبتمبر 2025، شهدت محافظة إدلب حدثًا إنسانيًا استثنائيًا بإطلاق حملة «الوفاء لإدلب»، التي هدفت إلى تحسين واقع الحياة في المناطق المتضررة من الحرب وإعادة المهجرين إلى قراهم ومدنهم، الحملة التي جرى التحضير لها بشكل مكثف على الصعيدين الرسمي والشعبي، تحولت إلى نموذج في التعبئة المجتمعية والتنسيق المؤسسي، حيث تضافرت جهود السلطات المحلية والمنظمات الأهلية والشخصيات العامة والفنانين والمؤثرين لتأمين انطلاقة قوية.
أهداف الحملة: عودة كريمة للمهجرين
ركزت الحملة على هدفين رئيسيين، إعادة تأهيل البنى التحتية الأساسية في القرى والمدن المتضررة، بما يشمل المدارس والمشافي وشبكات المياه والصرف الصحي والطرقات والمرافق العامة، وتهيئة بيئة معيشية تضمن عودة كريمة وآمنة للمهجرين، من خلال تأمين الخدمات الأساسية والحد من الاعتماد على المخيمات.
بهذه المقاربة الشاملة، بدت الحملة أشبه ببرنامج إنعاش مجتمعي يربط بين إعادة الإعمار وعودة الأهالي إلى مناطقهم الأصلية.
تبرعات قياسية كسرت كل التوقعات
منذ اللحظات الأولى لانطلاقها، كسرت الحملة كل التوقعات، إذ أعلنت الجهات المنظمة عن جمع عشرات الملايين من الدولارات خلال ساعات قليلة، ومع اختتام اليوم الأول، تجاوزت التبرعات حاجز المئتي مليون دولار، في سابقة لم يشهدها العمل الإنساني السوري بهذا الحجم والتنسيق.
هذه الأرقام عكست حجم الثقة بالمبادرة والدعم الشعبي والرسمي الكبير لمحافظة إدلب التي تحظى برمزية خاصة في وجدان السوريين، بوصفها أرض الصمود والتضحيات خلال سنوات الحرب.
رمزية إدلب في الوجدان السوري
إدلب لم تكن مجرد ساحة معركة في الذاكرة السورية، بل أصبحت رمزًا للثبات والتحدي وملاذًا لمئات آلاف النازحين، لذلك، شكّلت الحملة بالنسبة للكثيرين أكثر من مجرد عمل إغاثي؛ هي وفاء لمحافظة حملت العبء الأكبر من النزوح والمعاناة، ورسالة بأن زمن النسيان قد ولّى وأن العودة إلى الديار أصبحت هدفًا ملموسًا.
تحضيرات مدروسة وتنسيق واسع
سبق انطلاق الحملة اجتماعات موسعة بين المحافظ والأئمة والخطباء ومديري القطاعات المختلفة، لتشجيع المشاركة الشعبية وتعزيز روح التكافل. كما وضعت خطة إعلامية دقيقة شملت وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي، لضمان وصول رسائل المبادرة إلى أكبر شريحة من السوريين في الداخل والخارج. حتى الفنانون شاركوا برسم جداريات في المدن والقرى المتضررة، إيصالًا للرسالة بصريًا وجماليًا.
أبعاد إستراتيجية تتجاوز الإغاثة
تتجاوز أهمية حملة «الوفاء لإدلب» جمع المال أو تقديم المساعدات العاجلة، فهي تمثل نموذجًا للعمل الجماعي المحلي الذي يسبق أي دعم دولي، وتعطي إشارة واضحة بأن إعادة الإعمار يمكن أن تبدأ بإمكانات وطنية وبمبادرات منظمة. كما أنها تشكل اختبارًا حقيقيًا لمدى القدرة على تحويل هذه التبرعات إلى مشاريع تنموية مستدامة تعيد بناء القرى وتؤسس لعودة جماعية للمهجرين.
بهذه الحملة، تحولت إدلب من رمز للألم إلى منصة للأمل والعمل المشترك، وبدت المبادرة وكأنها خطوة عملية لترجمة شعارات الوفاء والتكافل إلى مشاريع حقيقية. إنها رسالة لكل السوريين بأن إعادة الإعمار والعودة إلى الديار ليست مجرد حلم، بل مسار بدأ بالفعل، وأن وفاءهم لمحافظتهم سيقودهم نحو مستقبل أفضل أكثر استقرارًا وكرامة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.