اخبار سوريا : التسول الإلكتروني: عندما تتحول الحاجة إلى شاشات رقمية


التسول الإلكتروني: عندما تتحول الحاجة إلى شاشات رقمية

التسول ظاهرة قديمة تعاني منها معظم المجتمعات، بما فيها المجتمعات العربية، حيث يلجأ البعض لطلب المساعدة في الشوارع، الحدائق، والأماكن العامة المكتظة بالأهالي. لكن مع تقدم التكنولوجيا وانتشار الحسابات البنكية والتطبيقات التي تسهّل تحويل المال، برز شكل جديد يعرف بـ”التسول الإلكتروني”.

وبات الأشخاص يطلبون المساعدة والمال خلف الشاشات، دون أن يعرف المتبرعون هويتهم. غالباً ما ترافق هذه الطلبات قصص شخصية تشرح الحاجة، مع روابط لحسابات بنكية أو تطبيقات دفع لتلقي الدعم المالي.

أسباب التسول الإلكتروني لا تختلف عن أسباب التسول التقليدي. في سوريا، على سبيل المثال، دفعت الحرب والفقر وفقدان مصادر الدخل الكثيرين إلى التسول في الشوارع لتأمين لقمة العيش، ومع ظهور التكنولوجيا انتقل بعض هؤلاء إلى الإنترنت للوصول إلى متبرعين بسهولة.

لكن في المقابل، هناك من يعتمد التسول كوسيلة دائمة لكسب الدخل، دون حاجة مادية حقيقية، معتبراً إياه مهنة اعتيادية لتجنب المجهود البدني أو مواجهة المجتمع وجهاً لوجه.

ويقدم التسول الإلكتروني مزايا متعددة، فهو يوفر على العامل به، الحرج الناتج عن الوقوف لساعات في الشوارع تحت حرارة الشمس أو برد الشتاء، ويقيهم من المخاطر الأمنية أثناء التنقل، ويحميهم من الحوادث أو الانتقادات المباشرة، كما يمنحهم شعوراً أكبر بالخصوصية والأمان عبر إخفاء هويتهم.

وتبرز بعض الظواهر اللافتة في التسول الإلكتروني، مثل استخدام منصات التواصل الاجتماعي بطرق مبتكرة لجذب الانتباه. فقد لاحظ متابعون منشورات متكررة في مجموعات عامة أو ضمن تعليقات المسلسلات الرمضانية، حيث يعيد البعض نشر طلبات المساعدة نفسها، ما يعكس درجة عالية من التكيف والابتكار، لكنه يثير تساؤلات حول مصداقية هذه الطلبات وتأثيرها على المتابعين.

ومن المهم التأكيد أن ليس كل من يطلب المساعدة عبر الإنترنت يُصنف ضمن التسول الإلكتروني. هناك حالات حقيقية تستحق الدعم، يلجأ أصحابها إلى منصات موثوقة أو مجموعات معروفة، مدعومة بتقارير طبية ومستندات تثبت الحاجة الفعلية للمساعدة المالية، سواء لشراء علاج أو تغطية احتياجات أساسية كإجراء عملية وغيرها، وهؤلاء لا يُعتبرون متسولين، بل ضحايا ظروف قاهرة.

ردود أفعال المجتمع تجاه التسول الإلكتروني متباينة؛ فبعض المتابعون يقدمون الدعم، بينما يتجاهل آخرون الطلبات، بحسب تقييمهم لمصداقية الحاجة. هذا يبرز الحاجة إلى وعي مجتمعي يمكّن المتابعين من التمييز بين من يستحق المساعدة ومن يستغل المنصات لتحقيق مكاسب شخصية.

التسول، سواء التقليدي أو الإلكتروني، ظاهرة تتطلب تعاملا مدروساً، فمع تطور التكنولوجيا وانتشار التطبيقات المالية، أصبح من الضروري فهم هذا النوع الجديد، والتفريق بين الحالات الإنسانية الحقيقية والاستغلال الرقمي لتحقيق مكاسب، لضمان تقديم المساعدة لمن يحتاجها.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى