اخبار ريال مدريد : كيف تحول ملعب ريال مدريد إلى مصدر ضخم لتوليد الأموال …! مشروع اقتصادي مهول جدًا

هاي كورة (بقلم الصحفي جو بومبليانو – صحيفة Huddle Up)

اقترض ريال مدريد أكثر من مليار دولار لتجديد ملعبه، لكنه فتح آفاقًا جديدة للإيرادات، خفّض ديونه القديمة، وأعاد تعريف مفهوم الاستثمار في البنية التحتية الرياضية.

قرار ريال مدريد بتجديد ملعبه التاريخي “سانتياغو برنابيو” سيسجله التاريخ كواحد من أذكى التحركات التجارية في الرياضة خلال العقد الماضي، بدلًا من هدم الملعب وإعادة بنائه من الصفر، استغل النادي الملكي انخفاض أسعار الفائدة للاقتراض وتجديد الملعب، ليحوله إلى منشأة رياضية وترفيهية بمعايير عالمية.

ذلك الوقت، لم يكن القرار محل إجماع، كثيرون اعتبروا أن بناء ملعب جديد كان خيارًا أفضل، خاصة أن التكلفة النهائية للتجديد قاربت تكلفة البناء من الصفر، لكن بعد عودة البرنابيو للعمل بكامل طاقته، تغيّرت المعادلة.

خلال موسم 2024/25، سجّل ريال مدريد إيرادات قياسية بلغت 1.4 مليار دولار، بزيادة 10% عن العام السابق، متجاوزًا أندية أمريكية كبرى مثل دالاس كاوبويز، ليصبح أول نادٍ رياضي في التاريخ يحقق هذا الرقم في عام واحد.

والأبرز أن هذه القفزة جاءت رغم تراجع إيرادات البث التلفزيوني من الليغا ودوري الأبطال، فقد عوّض النادي هذا الانخفاض بزيادة ملحوظة في الإيرادات التجارية ويوم المباراة، مما عزز استقلاله المالي.

تقارير النادي تكشف عن نموذج أعمال متنوّع، قائم على مصادر دخل متعددة، ضبط دقيق للنفقات، واستثمار طويل الأمد، ورغم أن القروض تمتد لأكثر من 25 عامًا، فإن إيرادات الملعب وحدها كفيلة بسداد الأقساط السنوية المقدرة بـ66 مليون يورو، دون ضغط مالي على الميزانية العامة للنادي.

الملعب الذي يتسع الآن لـ81 ألف متفرج شهد توسعات عديدة: إضافة 4 آلاف مقعد، تطوير المتحف، إنشاء متاجر فاخرة، ومناطق ضيافة متطورة تزيد من العوائد في كل مباراة.

لكن الميزة الأكثر تفرّدًا تكمن في أرضيته القابلة للسحب تحت الأرض، بخلاف ملاعب NFL في لاس فيغاس وأريزونا التي تُخرج العشب للخارج، يستخدم البرنابيو نظامًا آليًا من شركة SENER يسمح بتخزين العشب الطبيعي تحت الأرض، حيث تتم صيانته باستخدام تكنولوجيا متقدّمة من إضاءة، تهوية، تبريد، ورش ذكي.

هذا النظام سمح للنادي باستغلال الملعب على مدار العام، واستضافة فعاليات غير كروية مثل الحفلات، المؤتمرات، وحتى أول مباراة NFL في مدريد عام 2025.

ومن خلال التجديد بدلًا من الهدم، حافظ ريال مدريد على موقعه المركزي، وتجنّب الصراعات العقارية والسياسية، كما استمرت المباريات بشكل شبه طبيعي بفضل جدول زمني ذكي للأعمال.

رغم أن التكلفة النهائية بلغت 1.91 مليار دولار، إلا أن الشروط المالية كانت مواتية، حيث حصل النادي على ثلاث قروض بتسهيلات ممتازة، دون دفع فوائد حتى الانتهاء، وبنسب منخفضة من 1.5% إلى 2.5%، وقد أُبقيت هذه القروض منفصلة عن الحسابات التشغيلية، لأن إيرادات الملعب وحدها تكفي لتغطيتها.حتى دون الاستفادة الكاملة من الملعب بعد، فإن الأثر المالي بدأ يظهر.

فقد تضاعفت إيرادات يوم المباراة إلى 290 مليون دولار في 2023/24، ثم قفزت إلى 400 مليون دولار في 2024/25، مقارنة بـ169 مليون فقط قبل بدء المشروع في 2019.

وتشير التوقعات إلى استمرار الارتفاع مع تنظيم فعاليات إضافية، كما أن المشروع عزّز نشاطات النادي التجارية، خاصة في مجال الرعاية والبضائع، حيث تجاوزت هذه الإيرادات 586 مليون دولار سنويًا.

الأمر اللافت هو محافظة النادي على الربحية رغم المصاريف الهائلة، ففي 2024، حقق ريال مدريد 244 مليون دولار أرباحًا تشغيلية (EBITDA)، وصافي ربح بلغ 28.5 مليون دولار بعد الضرائب، وهو رقم مميز في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية.

وإذا أُضيف صافي أرباح الانتقالات، ترتفع الأرباح التشغيلية إلى 285 مليون دولار، وهو أعلى رقم في تاريخ النادي.

كل ذلك تحقق بفضل سياسة صارمة في إدارة التكاليف، إذ انخفضت نسبة الرواتب إلى الإيرادات إلى 43%، وهي الأدنى منذ 25 عامًا، وأقل من نسبة الـ50% التي تُعد مثالية حسب الاتحاد الأوروبي للأندية، وأقل بكثير من الحد الأقصى 70%.

حاليًا، يتمتع النادي بسيولة مالية ممتازة، حيث ارتفع رصيده النقدي إلى 195 مليون دولار، مقارنة بـ96 مليون العام الماضي، كما يمتلك تسهيلات ائتمانية غير مستغلة بقيمة 498 مليون دولار، مما يمنحه مرونة كاملة في أي وقت.

باستثناء ديون الملعب، يبلغ صافي دين النادي التشغيلي 13.7 مليون دولار فقط، وهو رقم لا يُذكر مقارنة بحجم العمليات، ويُعامل ريال مدريد ديون الملعب ككيان مستقل لأنه يحقق دخلًا ذاتيًا كافيًا للسداد، دون المساس بأموال النادي الأخرى.

بالنهاية، ما أنجزه ريال مدريد بعد أزمة كورونا استثنائي: مشروع ضخم بقيمة 2 مليار دولار، خفض الديون، ورفع الإيرادات إلى مستوى غير مسبوق في الرياضة العالمية.

النموذج الجديد قائم على تنوع مصادر الدخل (مباريات، رعاية، بث)، والربحية المستمرة، وسياسة مالية متوازنة، لقد غيّر ملعب البرنابيو مستقبل ريال مدريد اقتصاديًا، وفتح بابًا لعصر جديد من الابتكار المالي في كرة القدم.

في زمن يسوده الإنفاق العشوائي والاضطرابات المالية، يثبت ريال مدريد أن الرؤية طويلة الأمد لا تزال الأكثر ربحًا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة هاي كورة , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع هاي كورة ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى