اخبار حضرموت | سيئون تستعد لفعالية 30 نوفمبر وحضرموت تواجه أخطر موجة مؤامرات على قرارها وهويتها

(حضرموت21) خاص 

تستعد مدينة سيئون لاستضافة فعالية 30 نوفمبر 2025، في واحدة من أهم المناسبات السياسية والاجتماعية التي سيشارك فيها أبناء حضرموت بمزيج من الحماس الوطني والوعي المجتمعي العميق.

وتحمل هذه الفعالية، التي ينظمها المجلس الانتقالي الجنوبي، دلالات كبيرة على وحدة المزاج الشعبي في وادي وساحل حضرموت، في وقت تواجه المحافظة موجة من المؤامرات التي تهدف إلى التأثير على هويتها واستقلالية قرارها المحلي.

ويرى محللون سياسيون تحدثوا لـ “حضرموت21” أن الفعالية ليست مجرد احتفال تاريخي، بل تمثل رسالة سياسية واضحة إلى الداخل والخارج: حضرموت ما زالت جزءًا حيًّا من المشروع الوطني الجنوبي، وقادرة على التعبير عن إرادتها دون الخضوع للضغوط الإقليمية أو محاولات تفكيك هويتها.

رسالة حضرمية واضحة

وفي خضم الاستعدادات الجنوبية المكثفة، قال سالم أحمد المرشدي، منسق مجلس المستشارين الجنوبي لـ “حضرموت21“: “إقامة فعالية 30 نوفمبر في قلب سيئون ليست مجرد احتفال تاريخي، بل رسالة سياسية تقول إن حضرموت – بواديها وساحلها – ما زالت جزءًا حيًّا من المشروع الوطني الجنوبي، وأنها قادرة على التعبير عن هويتها رغم محاولات الضغط أو التشويش.

ولفت إلى أنّ التحشيد يؤكد أن المزاج الشعبي في حضرموت يميل إلى تعزيز حقه في التقرير الحر لمصيره، وأن الناس يريدون التعبير عن إرادتهم بعيدًا عن الإملاءات المركزية أو الاستغلال السياسي.

وأضاف المرشدي: “الصوت الذي سيخرج من سيئون لن يكون مجرد تظاهرة، بل سيكون إثباتًا أن الحضارم يتصدّون لمحاولات تفكيك الهوية وخلق واقع جديد داخل الوادي. الفعالية تمثّل لحظة ضغط سياسية مهمة؛ لأنها تكسر واحدة من أهم مناطق التحفظ الرمزي لقوات المنطقة الأولى، وتُعطي القوى المحلية والإقليمية مؤشرات واضحة بأن الرأي العام في حضرموت لم يعد متصالحًا مع استمرار هذه القوات.”

ولفت إلى أن التأثير الفعلي للفعالية قد لا يظهر فورًا على موازين القوى، لكنه يسرّع انتقال الملف من “مطالبات” إلى “استحقاق سياسي”، لأن حضور الحشود ووحدة المزاج الشعبي يُقدّم ورقة قوة للمجلس المحلي والقيادات الجنوبية في أي حوار مستقبلي، ويرسل رسالة واضحة للتحالف بأن الأرض جاهزة لأي ترتيبات جديدة على الصعيد الأمني والعسكري.

وأضاف المرشدي: “يمكن القول إن هذه ليست مجرد فعالية، بل نقطة تحوّل تمهّد لمفاوضات جدية حول مصير قوات المنطقة الأولى، وقد تكون بداية نقل مركز الثقل السياسي من القوى المترددة إلى القوى التي تعبّر عن رغبة الناس. الفعالية ستكسر جدارًا سياسيًا وتوجه رسالة أن حضرموت تقود خياراتها بنفسها، ورفعت ملف إخراج قوات المنطقة الأولى من مستوى ‘المطلب’ إلى مستوى ‘المسار السياسي الحتمي‘.”

السياق الأمني والعسكري في حضرموت

يشهد وادي حضرموت حالة من التوترات، حيث تحاول بعض الأطراف استغلال الوجود العسكري لقوات المنطقة الأولى لإضعاف سيطرة المجلس الانتقالي على القرار المحلي. ويرى مراقبون أن الفعالية القادمة في سيئون ستؤكد أن حضرموت ليست مجرد مساحة جغرافية، بل مشروع سياسي حيّ، يملك القدرة على فرض إرادته في كل ما يتعلق بأمنه واستقراره.

من جانبه، قال المحلل السياسي والعسكري محمد الجفري إن فعالية 30 نوفمبر المزمع إقامتها في مدينة سيئون تحمل “أهمية بالغة” في هذا التوقيت، مشيراً إلى أن حضرموت “تحتاج اليوم إلى قرار واضح ومسار ثابت أكثر من أي وقت مضى“.

وأكد الجفري لـ “حضرموت21” أن الفعالية المرتقبة تأتي في ظل “حالة صراع وأجندات مسبقة سعت إلى تفكيك النسيج الحضرمي”، معتبراً أن هذا الواقع “يعزز أهمية التعبير الجماهيري عن موقف حضرموت“.

وأضاف الجفري أن حضرموت “بحاجة إلى إرادة قرار تتوازى مع الجنبين العسكري والاقتصادي وجانب التنمية”، وأن المحافظة تحتاج إلى “لحمة وطنية حضرمية وشخصية قادرة على توحيد القرار”، مؤكداً أن تجمّع الحشود تحت راية واحدة في فعالية كبرى “يعكس قوة الصوت الحضرمي عندما يقرر أن يقول كلمته“.

وأشار الجفري إلى أن حضرموت “حاضنة للجنوب ومكوّن رئيسي فيه”، وأن مكانتها الجغرافية والسياسية ومساحتها الممتدة التي تشكل ثلث اليمن “تفرض التعامل معها بجدية ومسؤولية تعتمد على المصداقية وليس على الوعود أو الشعارات”. وقال إن حجم حضرموت ووزنها “يجعلان أي فعالية جماهيرية كبيرة فيها ذات دلالة لا يمكن تجاهلها“.

الأبعاد السياسية والاجتماعية

إلى جانب الرسائل الأمنية والعسكرية، ستسلط الفعالية الضوء على وحدة المزاج الشعبي بين وادي حضرموت وساحلها، وهو عنصر أساسي لتعزيز الموقف التفاوضي لأي قوى جنوبية في مواجهة الأطراف التي تحاول فرض سياسات خارج إرادة السكان المحليين.

وقال المرشدي: “الحشود التي ستشارك ستوضح أن الناس في حضرموت لم تعد تتقبل الإملاءات أو الاستغلال السياسي. الفعالية ستعيد تعريف دور المواطن في الشأن العام، وتجعل المشاركة الشعبية جزءًا لا يتجزأ من صياغة القرار السياسي المحلي.”

وأضاف: “على المستوى الاجتماعي، فإن التنظيم المتوقع بهذه السلاسة والانضباط يعكس نضجًا حضرميا عاليًا، وقدرة المجتمعات المحلية على التعبير عن هويتها التاريخية والسياسية دون اللجوء للعنف أو الفوضى، وهو ما يعزز مصداقية المجلس الانتقالي كحاضن لمشروع حضرموت المستقل والمتوازن.”

الرسائل الاستراتيجية

تحمل الفعالية رسائل استراتيجية لكل الأطراف المحلية والإقليمية، خاصة فيما يتعلق بمستقبل قوات المنطقة الأولى والمفاوضات حول إعادة ترتيب المشهد الأمني والعسكري. حضور الجماهير ووحدة المزاج الشعبي سيعكسان قدرة المجلس الانتقالي على توجيه المسار السياسي لمصلحة المحافظة ومشروع الجنوب، وهو ما يؤكد على أهمية إدراك التحالف العربي لهذه التغيرات قبل اتخاذ أي قرارات عسكرية أو سياسية.

وفي هذا السياق، لفت الجفري إلى أن مسار الأحداث خلال السنوات الماضية أوجد فراغاً في القرار داخل حضرموت، وهو ما سمح لأجندات مختلفة بالتحرك داخلها.

لكنه أكد أن “التحركات الشعبية المنظمة، عندما تأتي وفق رؤية واضحة، يمكن أن تلعب دوراً مؤثراً في إعادة ترتيب الأولويات وحماية الموقف الحضرمي“.

وفي المحصلة، يمكن القول إن الفعالية القادمة من قلب الوادي ستؤكد أن حضرموت قادرة على قيادة خياراتها السياسية والأمنية والاجتماعية بنفسها، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك قاعدة شعبية واسعة تؤهله للعب دور محوري في صياغة مستقبل المحافظة.

فالحشود الكبيرة والانضباط التنظيمي، إلى جانب الرسائل الرمزية والاستراتيجية، تجعلها نقطة تحول حقيقية، وترفع ملف إخراج قوات المنطقة الأولى من مجرد مطلب شعبي إلى استحقاق سياسي ملموس، يعكس إرادة سكان الوادي والساحل ويؤكد على قوة المجلس الانتقالي في مواجهة أي محاولات لتهميش هويتها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
حضرموت 21، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من حضرموت 21، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى