اخبار اليمن | صاحب الخصال و"الميزان" سقط كرامة العيش ثمن غال يدفعه المعلمون في الوطن

كتب منصور قاسم القطيبي

في يوم المعلم العالمي لم يكن التكريم هو الغالب على المشهد بل فاجعة رحيل الأستاذ الفاضل ثابت قاسم عبد الله النمر أستاذ العلوم الذي غادر دنيانا بوجع نهاية شهر أبريل الماضي إن رحيله بهذه الطريقة المؤلمة هو صرخة مُدوّية في ضمير الأمة وكشف صادق لأزمة العيش بكرامة التي يواجهها المعلم في اليمن

الملاك وصاحب الصنعة إرث من الإنسانية والكفاح

الأستاذ ثابت لم يكن مُعلماً عادياً بل كان صاحب خصال حميدة ومعلماً للحياة نحن كطلاب نشهد أنه كان ملاكاً لم يقم بتوبيخ طالب قط وتحولت علاقته بالكثيرين من الصف إلى صداقة عميقة يسودها المزاح والضحك خارج أسوار المدرسة لقد علمنا أن النفسية السليمة الناضجة هي أساس العلم وأن السعادة تكمن في جبر الخواطر

لكن هذه الروح الجميلة كانت تكافح بصمت الأستاذ ثابت كان بطلاً جمع بين أقدس مهمتين بناء العقول وبناء البيوت كان صاحب الميزان والمطرقة والتلييس مكتسباً لقمة عيشه بعرق الجبين تاركاً ذكرى طيبة في كل زاوية بناها

إن فاجعة رحيل أستاذنا النمر بهذه الطريقة الموجعة هي أكبر شهادة على الألم العميق الذي يكابده المعلمون في اليمن اليوم فكيف لا يجد صاحب العلم والحكمة والاستقامة الأمان والحق في العيش الكريم

هذا الرحيل يضعنا أمام الحقيقة الصادمة أن التهميش المادي للمعلم يمثل إهانة لكرامة الإنسان بأكمله ففي ظل تآكل القيمة المعيشية للراتب بسبب التضخم الهائل وانعدام الأمان الناتج عن عدم انضباط الصرف الشهري والتناقض الصارخ حيث يتقاضى الملتحقون بقطاعات أخرى أضعاف راتب من يبني الوعي تنهار قيمة المعلم ويخسر صاحب الميزان توازنه أمام ظروف قاهرة …

نداء الوفاء

يا أستاذنا ثابت إن هذا الوفاء لروحك ليس دموعاً صامتة بل هو صرخة مُدوّية

نحن طلابك وأصدقاؤك نرفض أن تكون فاجعتك نهاية الحكاية ليرحل قلبك مطمئناً بأننا نطالب بحق العيش الكريم لكل معلم يعيش اليوم نفس الظروف القاسية لن يتوقف تكريمك عند الرثاء بل هو حمل أمانة المطالبة بكرامة الحياة يجب أن يعود حق المعلم في الحياة الكريمة إليه فوراً وأن يُؤمَّن راتبه قبل أن يخسر الوطن مزيداً من أصحاب الأرواح الجميلة فلتكن فاجعتك سبباً في صحوة ضمير وطن

رحم الله أستاذنا الغالي وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى ستبقى ذكراك أليمه من أجل كرامة العيش إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراقك يا أستاذنا لمحزونون…

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى