اخبار السعودية : اشتعال التوتر بين الهند وباكستان.. هل تنزلق الدولتان النوويتان إلى حرب أوسع؟

أطلقت الهند فجر اليوم (الأربعاء) سلسلة ضربات عسكرية على أهداف داخل الأراضي الباكستانية، في رد فعلٍ مباشرٍ على هجومٍ دامٍ وقع الشهر الماضي في الجزء الخاضع لإدارتها من كشمير، وهذه العملية، التي نفّذتها نيودلهي بعد أسابيع من التوعد بالانتقام، أشعلت فتيل التوتر بين القوتين النوويتين للمرة الأولى منذ ست سنوات، وتدفع بالمنطقة نحو حافة مواجهة أوسع نطاقاً، مثيرة مخاوف دولية من انزلاق الجارين إلى صراع مفتوح قد تكون له تداعياتٌ خطيرة على استقرار جنوب آسيا والعالم.

وذكر الجيش الهندي أنه استهدف تسعة مواقع حدّدها على أنها “نقاط انطلاق تمّ منها التخطيط لهجماتٍ ضدّ الهند وتوجيهها”، وأكّدت نيودلهي في بيانها أن الضربات كانت “مركّزة ومحدودة وغير تصعيدية بطبيعتها”، مشددةً على أنها لم تستهدف أيَّ منشآتٍ عسكرية باكستانية أو مدنيين؛ بل معسكرات تابعة لجماعات “إرهابية” معروفة، وفقاً لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

وعلى الجانب الآخر، سارعت باكستان إلى إدانة الضربات بشدة، واصفة إياها بالعدوان على المدنيين، وأفاد مسؤولون باكستانيون بمقتل 26 شخصاً، بينهم طفلٌ ومراهقان، وإصابة 35 آخرين، مؤكدين أن الهجمات طالت مناطق سكنية.

وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف: “إن بلاده سترد على الهجوم بشكلٍ مناسبٍ”، بينما أكَّدَ رئيس الوزراء شهباز شريف؛ أن “باكستان لها كل الحق في إعطاء ردٍ مناسبٍ على هذا العمل الحربي الذي فرضته الهند”، وفي خضم الارتباك والمعلومات المتضاربة، أعلن المتحدث العسكري الباكستاني، إسقاط طائرتَيْن هنديتَيْن، بينما رفعت قناة “جيو نيوز” الباكستانية العدد إلى خمس طائرات، بما في ذلك مقاتلات رافال.

أصداء الضربات

وسجّل الجيش الباكستاني 24 “ارتطاماً” في ستة مواقع مختلفة؛ ثلاثة منها داخل باكستان (أحمد بور الشرقية، موريدكي، وسيالكوت) وثلاثة أخرى في كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية (كوتلي، باغ، ومظفر أباد).

عكست شهادات السكان على الأرض حالة الذعر والقلق، فقد سمعت فريال وحيد (45 عاماً) في بهاولبور دوي أربعة انفجارات متتالية، بينما شاهد حارس بوابتها “ومضات ضوء ضخمة في السماء”، واضطر زوجها الجرّاح للذهاب إلى المستشفى، حيث تمّ استدعاء جميع الطاقم الطبي؛ ما يؤكّد حالة الطوارئ التي فرضتها الأحداث.

ويرى محللون أن الرد العسكري الهندي يمثل تحولاً كبيراً، وهو الأكثر أهمية منذ حرب عام 1971 بين البلدين، ويشير سوشانت سينغ؛ المحاضر في جامعة ييل والضابط السابق بالجيش الهندي، إلى أن الضربات لم تقتصر على إقليم كشمير المتنازع عليه، بل طالت “البر الرئيس الباكستاني”، أي “قلب باكستان”.

ويرى سينغ؛ أن هذا المستوى من الهجوم يرفع منسوب التوتر بشكلٍ كبيرٍ وقد يرقى إلى مستوى “إعلان الحرب”، ورغم وصف الهند لضرباتها بأنها “غير تصعيدية”، فإن المحللين يجمعون على أن طبيعة رد باكستان هي التي ستحدّد مسار المرحلة المُقبلة من هذه المواجهة الخطيرة، محذرين من تبعاتٍ كارثية إذا ما قرّرت إسلام أباد استهداف مدن هندية في الولايات الحدودية.

تحركات دبلوماسية

وعلى الساحة الدبلوماسية، تواصلت الجهود الدولية لاحتواء الأزمة، ودعت واشنطن البلدين إلى التهدئة، فيما أكّدت نيودلهي لنظرائها الأمريكيين والبريطانيين والروس أنها ستنتقم، مشددة على أن باكستان “يجب أن تدفع ثمناً”.

من جانبها، نفت إسلام أباد توجيه هجمات كشمير وحثّت الولايات المتحدة على قيادة تحقيق دولي في الحادث، وهو ما يستبعد الخبراء حدوثه بعد الضربات الهندية، أما الصين، الحليف الوثيق لباكستان، فقد جدّدت دعمها لإسلام أباد، واصفة العلاقة بأنها “صلبة كالحديد”.

وفي الأمم المتحدة، أعرب الأمين العام أنطونيو غوتيريش؛ عن قلقه البالغ، داعياً إلى “أقصى درجات ضبط النفس العسكري” من الجانبين، ومحذراً من أن “العالم لا يستطيع تحمُّل مواجهة عسكرية بين الهند وباكستان”.

ويشدّد المحللون، مثل مايكل كوجلمان؛ على أن امتلاك البلدين أسلحة نووية يجعل أي مواجهة عسكرية خطيرة للغاية، بغض النظر عن نطاقها، محذرين من الاستكانة إزاء المخاطر، وخاصة احتمال وقوع سوء تقدير، في أعقاب الضربات الهندية، أفاد الجيش الهندي بأن القوات الباكستانية أطلقت قذائف مدفعية عبر خط السيطرة، مؤكداً أنه “يرد بشكل مناسب وبطريقة معايرة”.

وفي ظل هذا التوتر المتصاعد وتبادل النيران عبر خط السيطرة، تظل المنطقة على فوهة بركان، فبينما تؤكّد نيودلهي محدودية ضرباتها، تصر إسلام أباد على حقها في الرد، يخشى المحللون من أي سوء تقديرٍ قد يدفع البلدين المسلحين نووياً إلى ما لا تُحمد عقباه.

ومع عودة شبح المواجهة العسكرية بعد سنوات من الهدوء النسبي، يبقى السؤال المصيري معلقاً: هل ستتمكّن الجهود الدولية من احتواء هذا التصعيد، أم أن الجارين اللدودين يسيران بخُطى متسارعة نحو حربٍ واسعة النطاق؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى