اخبار اليمن الان | ”24 أغسطس على الأبواب.. ولماذا تُسرّع مليشيات الحوثي بتصفية بقايا حزب المؤتمر؟”

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، حالة استنفار أمني وعسكري غير مسبوقة، مع اقتراب الذكرى الثانية والستين لثورة 26 سبتمبر 1962، والذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس، في ظل مخاوف متزايدة من احتمال اندلاع احتجاجات شعبية تُهدد بقاء المليشيا في السلطة.
85.10.193.41
مصادر أمنية وسياسية مطلعة كشفت أن المليشيات الحوثية كثفت من انتشارها المسلح في شوارع صنعاء ومحيط المباني الحكومية والمؤسسات الحزبية، ونصبت حواجز تفتيش متنقلة، وأغلقت طرقاً حيوية، وفرضت رقابة صارمة على الاتصالات، في خطوة تُعد من أشد الإجراءات توتراً منذ سيطرة الجماعة على المدينة قبل عشر سنوات.
لكن الأبرز كان ما كشفته المصادر عن اعتقال أكثر من 30 من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، بينهم الأمين العام للحزب، غازي الاحول، في عملية أمنية واسعة نفذتها المليشيات اليوم، بالتزامن مع تطويق منزل رئيس الحزب، صادق أبوراس، ومنع أي شخص من دخوله أو مغادرته، في إجراء يُشبه الحصار المنزلي، وسط دعوات حقوقية للتحقيق في هذه الانتهاكات.
مصادرة الذاكرة الوطنية.. والمليشيا تفرض صمتاً قسرياً
في تطور لافت، أفادت مصادر سياسية داخل دوائر المؤتمر بأن المليشيات الحوثية أجبرت جناح الحزب في صنعاء على إلغاء جميع الفعاليات الخاصة بذكرى تأسيس الحزب، بعد سلسلة تهديدات مباشرة من قادة المليشيا، اتهموا خلالها الحزب بـ”التآمر على الأمن الداخلي” و”التواطؤ مع جهات إقليمية لإشعال الفتنة”.
وأشارت المصادر إلى أن المليشيات طالبت رسمياً بفصل عدد من أبرز القيادات الموالية لعائلة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، في مقدمتهم أحمد علي عبد الله صالح، نجل مؤسس الحزب، في خطوة تُقرأ على نطاق واسع بأنها محاولة نهائية لتصفية أي بقايا لنفوذ أسرة صالح داخل هيكل الحزب، الذي كان ذات يوم الشريك الرئيسي للمليشيا قبل انهيار التحالف بينهما عام 2017.
وأصدر جناح “المؤتمر” في صنعاء بياناً قال فيه إن قرار إلغاء الاحتفالات يعود إلى “الظروف الإنسانية والسياسية التي تمر بها القضية الفلسطينية”، معلناً توجيه جهود الحزب نحو “المساندة الشعبية للشعب الفلسطيني في غزة”، في تبرير يُنظر إليه على نطاق واسع بأنه غطاء سياسي للاخضاع للإملاءات الحوثية، وتجنب مواجهة قد تُنهي بقية ما تبقى من استقلالية للحزب.
“المليشيات تدرك أن 26 سبتمبر رمز للجمهورية والحرية، وكل تجمع شعبي حول هذه الذكرى قد يتحول إلى احتجاج على حكمها الثيوقراطي. لذا، تُفضل قمع الذاكرة بدل مواجهة الواقع”
— محلل سياسي يمني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.
هل تتحول الذكرى إلى شرارة انتفاضة؟
تتزامن هذه التطورات مع تصاعد التذمر الشعبي في أوساط النشطاء والقيادات المحلية، خصوصاً مع استمرار تدهور الأوضاع المعيشية، وانهيار التعليم والصحة، وتوسع النفوذ الإيراني في اليمن عبر المليشيات، ما يغذي مخاوف من أن تكون هذه الذكرى السنوية نقطة تحوّل محتملة في مواجهة الحكم الانقلابي.
ورغم أن صنعاء تعيش تحت رقابة مشددة، إلا أن مراقبين يشيرون إلى أن الاستنفار الأمني للمليشيات قد يكون مؤشراً عكسياً، إذ “كلما زاد القمع، زاد الاحتقان”، خصوصاً مع وجود رموز تاريخية مثل 26 سبتمبر، التي تمثل رفضاً للحكم المذهبي وانطلاقة للدولة الحديثة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
المشهد اليمني، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.