اخبار النصر السعودي : كومان وريث ريبيري.. 71 إصابة و30 بطولة

تميّزت مسيرة الفرنسي كينجسلي كومان، الجناح الجديد لفريق النصر الأول لكرة القدم، بموهبة فذّة ممزوجة بعزيمة قوية وشغف لا ينضب للنجاح، متجاوزًا المصاعب التي عانى منها خلال مشواره، بينها 71 إصابة لم تمنعه من تحقيق 30 بطولة في مشواره الرياضي.
اكتسب النجم الفرنسي سمعة كبيرة كلاعبٍ يبذل قصارى جهده في المباريات الحاسمة، بعدما أبدع مع بايرن ميونيخ والمنتخب الفرنسي، ليصبح واحدًا من أكثر اللاعبين تأثيرًا في عصره.
وعلى الرغم من موهبته الفذّة، واجه كومان الكثير من الصعوبات، فقد نشأ في ضواحي باريس لأم فرنسية بيضاء، كاتيا كومان، ووالده كريستيان كومان، وينحدر والداه من جوادلوب، وهي نفس أصول النجم الفرنسي تييري هنري. مثل كثير من اللاعبين المميزين، كان مولعًا بكرة القدم منذ طفولته، فانضم إلى أكاديمية سينارت مويسي في السادسة من عمره.
حتى في هذه السن، كان يُرى وهو يتخطى المدافعين ويرسل عرضيات حاسمة، بعد أعوام قضاها في النادي، اكتشف باريس سان جيرمان، أحد أندية النخبة في العالم، إمكانات كومان، واستغلَّها بسرعة، مانحًا إياه فرصة التطور تحت إشراف أفضل مدربي العالم.
ركّزت الأكاديمية على المهارات الفنية والوعي التكتيكي والانضباط، ما ساعده على تطوير مهاراته ليصبح لاعبًا أكثر تكاملًا، «إنه موهوب، متكامل، وذكي للغاية. قراءته للمباريات ومهاراته الفنية تجعلانه لاعبًا خارقًا»، كذا وصفه باتريك جونفالوني، مدرب منتخب فرنسا تحت 17 عامًا.
كان المراهق الأسمر شابًا موهوبًا استثنائيًّا، في الوقت الذي كان فيه معظم أبناء جيله منشغلين بواجباتهم المنزلية، كان يكتب التاريخ، في الـ 16 من عمره وثمانية أشهر وأربعة أيام، حلَّ بديلًا لماركو فيراتي قبل ثلاث دقائق من نهاية المباراة التي خسرها باريس سان جيرمان أمام سوشو 2ـ3 في الدوري الفرنسي فبراير 2013. وبذلك، أصبح أصغر لاعب يشارك للمرة الأولى مع بطل فرنسا.
كان والده من مُشجعي العملاق الفرنسي، بيد أن نقطة التحول لم تكن في باريس، ولكن على الشرق منها، ميونيخ، هناك كانت علاقته المميزة بمواطنه فرانك ريبري، سلاحه السري لتحدي كل الصعوبات التي مرَّ بها في حياته الكروية.
ولكن مهلًا، قبل التحوّل للبايرن، رفض الموهوب الصغير البقاء في باريس، مفضلًا الرحيل إلى إيطاليا، تحديدًا تورنتو، معقل اليوفي. كان موسمه الأول مع يوفنتوس بطيئًا بعض الشيء، إذ لم يشارك أساسيًّا في العديد من المباريات بسبب منافسة كبار اللاعبين، مع ذلك، كان موسمه الأول حافلًا بالإثارة، حيث فاز ببطولتي الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا، وإن لم يشارك كثيرًا مع الفريق، لعب فقط في 22 مباراة، حسب إحصاءات موقع «transfermarkt».
على الرغم من قصر التجربة، وطلبه المغادرة بعد موسمين، تعلم كينجسلي في اليوفي ثقافة الفوز، يؤكد في حوار تلفزيوني أنَّ اليوفي غيَّر شخصيته، وقال: «قد نفوز عشر مرات ونخسر مرةً واحدة، ومع ذلك نشعر بالغضب، لهذا السبب أستطيع اليوم اللعب مع أنديةٍ رفيعة المستوى».
كان اللاعب الموهوب في طفولته من أشد المعجبين بالمهاجم الفرنسي السابق تييري هنري. ولكن من كان له فضل حقيقي عليه، كان فرنسي آخر، فرانك ريبيري، مع اقتراب نهاية مسيرة ريبيري مع بايرن، وتزايد أهميته، برزت مقارنات بين الجناحين الفرنسيين، وعلى الرغم من امتنانه للدور الذي لعبه ريبيري، أسطورة النادي في تطوره، يُصرّ كومان على أنه رجلٌ مستقلٌّ في ميونيخ.
في حوار مع صحيفة «كيكر» عام 2019، ذكر كينجسلي «ساعدني فرانك كثيرًا في البداية، في المباريات والتدريبات، وفي حياتي اليومية، كان دائمًا إلى جانبي كأخي الأكبر». ولكن: «لفرانك مسيرته المهنية، ولي مسيرتي المهنية مستقلة تمامًا عنه كشخص. لستُ ريبيري الجديد. أنا أنا، لديّ ما يكفي من الصفات لتقديم أداء رائع في بايرن».
فور وصوله لبايرن، وصفه ماتياس سامر، المدير الرياضي للبافاري، بأنه «أحد أبرز المواهب في كرة القدم الأوروبية»، لم يخيب النجم الفرنسي الظن به، أسهم في فوز بايرن بثنائية الدوري والكأس، 12 هدفًا كانت كافية لإقناع كارل هاينز رومينيجه، الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ، بمنحه عقدًا دائمًا، بحسب رومينيجه: «يمتلك الموهبة والقدرة على تحقيق إنجازات عظيمة، إنه أحد اللاعبين الذين نعتمد عليهم في المستقبل».
إذا كان داني ألفيس اللاعب الأكثر تتويجًا في اللعبة، فإن كومان الصغير يتمتع بسجل مذهل من الفوز بألقاب الدوري في كل موسم لعبه كمحترف، بدءًا من فوز باريس سان جيرمان بلقب الدوري الفرنسي 2013، وبحلول نهاية موسم 2024، كان كومان فاز بـ 11 بطولة دوري في فرنسا وإيطاليا وألمانيا، وحصد 21 لقبًا مع بايرن وحده، وتسعة ألقاب أخرى.
اقتحم الغزال الفرنسي الساحة في سن مبكرة لدرجة أنه أصبح أحد هؤلاء اللاعبين الذين يشعرون وكأنه موجود منذ زمن طويل، الشيء الذي وقف في وجه موهبة فرنسا الواعدة، لم يكن المدافعين، بل الإصابات التي طاردته منذ موسمه الأول في ميونيخ، فعلى الرغم من أنَّ لديه الكثير ليحتفل به في مسيرته، إلا أنه عانى أيضًا من متاعب كثيرة، جعلته إصابتان في الكاحل يتساءل عن مستقبله في اللعبة، وما إن تعافى منهما حتى داهمته إصابة قوية أخرى، قطع في أربطة الركبة.
لدى كومان تاريخ من الإصابات، التي كانت مشكلة متكررة طوال حياته المهنية، لقد تم تهميشه عدة مرات بسبب إصابات عضلية مختلفة، عانى من تلك الإصابات مرارًا وتكرارًا، ولكنه كافح أيضًا لاستعادة لياقته البدنية الكاملة مرارًا وتكرارًا.
بحسب موقع «besoccer»، المتخصص في إحصاءات لاعبي كرة القدم في أوروبا، تعرض المهاجم السريع للإصابة والألم في 11 موضعًا من جسده بمجموع 71 إصابة، من أسفل القدم حتى أعلى الكتف، مرورًا بمرض في القلب وفيروس كوفيد 19.
في 8 ديسمبر تعرض لإصابته الأولى شد في الفخذ غاب على إثره أسبوعًا، وفي العام التالي تعرض لإصابتين في الساق، ومثلهما في العضلات، وإصابة في أوتار الركبة، وغاب بسببها عن الملاعب 38 يومًا.
في 2016، في موسمه الثاني مع البايرن، عانى من خمس إصابات متنوعة، في الفخذ والكاحل والساق والركبة، غاب عن الملاعب أكثر من 100 يوم، وكانت الإصابة الأقوى في الركبة من 11 نوفمبر حتى 20 يناير.
تكرر الأمر في 2017، إذ عانى من الغيابات المتقطعة من 5 مارس حتى 16 ديسمبر، بسبب إصابات متعددة في الكاحل وأوتار الركبة وتر أخيل والفخذ والورك، لفترات ما بين يومين لأكثر من أسبوعين، الإصابة الأقوى كانت في الفخذ.
في العام التالي تعرض لإصابة قوية في الكاحل، غاب بسببها عن الملاعب من 24 فبراير حتى 18 مايو، وتكررت الإصابة في 24 أغسطس حتى 23 ديسمبر، بسبب تكرار الإصابات فكَّر كينجسلي علنًا في إنهاء مسيرته الكروية في سن الـ 22، كان قراره ردة فعل عاطفية عن غيابه عن فوز فرنسا بكأس العالم، ولكنه عاد بقوة، وقاد البافاري إلى الفوز بدوري الأبطال.
استمرت لعنة الإصابات تطارده، إذ تعرض عام 2019 لستِّ إصابات متعددة، من 15 فبراير حتى 9 فبراير العام التالي، تنوَّعت ما بين إصابة في المجل وأوتار الركبة والعضلات، إضافة إلى كدمات في الركبة والفخذ. وكانت الإصابة الأشد قسوة تلك التي لحقت بأوتار الركبة، حيث غاب على إثرها من 23 فبراير حتى 14 مارس، وخضع لعملية جراحية، وتكررت الإصابة في 11 ديسمبر وغيَّبته حتى 8 فبراير.
استمرت الأمور تتكرر عام 2020، فأصيب مجددًا في أوتار الركبة، ثم العضلات، والكاحل، كما أصيب بفيروس كورونا، غاب قرابة الشهرين ونصف الشهر، العام التالي كان حافلًا أيضًا، حيث تعرض لإصابات في العضلات والركبة والورك والأضلاع والساق، كما تعرض لمشاكل في القلب، وتكرَّر غيابه لمدة 104 أيام بشكل متقطع، كان أطولها من 28 يونيو حتى 27 يوليو بسبب الورك.
في عام 2022، غاب عن المباريات في قرابة 88 يومًا، أصيب خلالها بكوفيد 19 للمرة الثانية، كما عانى من إصابة قوية في أوتار الركبة اليسرى مجددًا، غاب بسببها من 7 أكتوبر حتى 9 ديسمبر.
في العام الذي يليه، تعرض لإصابات متعددة في الساق والعضلات والكاحل، وبلغ مجموع الأيام التي غاب فيها عن الملاعب 45 يومًا، الأمر ذاته تكرر في عام 2024، إذ تعرض لإصابة قوية في الرباط، احتاج هذه المرة لعملية جراحية من أجل علاج التمزق، وعاد إلى الملاعب في مايو، ولكنه لم يشارك بشكل مستمر إلا في مطلع الموسم الجديد، لأنه تعرض لإصابات متعددة في العضلات والفخذ وأوتار الركبة، ولسوء حظه تعرض في مباراته الأولى لتمزق في الرباط الالتوائي فوق كاحله الأيسر، ليغيب عن الملاعب حتى 1 يناير في العام التالي، وبلغ مجموع الأيام التي غابها 142 يومًا، وكانت آخر إصابة تعرض لها المهاجم الفرنسي 11 مارس الماضي في الكاحل الأيسر مجددًا، وغاب على إثرها عن المباريات حتى 12 أبريل.
مع النصر، يطمح كينجسلي للفوز بالبطولة 31، ولكنه لا يرغب في تعرضه للإصابة الـ 72، لقد سئم فعلًا من غرف العلاج، فمكانه الطبيعي في الملاعب.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الرياضية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الرياضية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى