اخبار السودان : بين صمت السودان واعتراض مصر.. هل تنجح إثيوبيا في رهان الطاقة؟

بين صمت السودان واعتراض مصر.. هل تنجح إثيوبيا في رهان الطاقة؟

اثيوبيا احتفت بتدشين سد النهضة -الفرنسية
أديس أبابا، 11 سبتمبر 2025 – نجحت إثيوبيا في إكمال وافتتاح سد النهضة رسميًا بعد 14 عامًا من العمل المستمر، كأحد أبرز المشروعات في القارة الأفريقية.
ويُصنّف سد النهضة (المشروع الوطني الإثيوبي) كأكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، ومن المتوقع أن تصل قدرته الإنتاجية إلى 6450 ميجاواط.
ويمثل زيادة كبيرة في إجمالي إنتاج إثيوبيا من الكهرباء، مما يساعد على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في البلاد والمنطقة.
وكما يمثل سد النهضة أهمية كبيرة لإثيوبيا من جهة، فإن مخاوف جدية تتنامى لدى دول المصب، السودان ومصر.
وفور الافتتاح الرسمي، ابدت مصر امتعاضها من الخطوة معتبرةً السد مخالفا للقانون، ووجهت خطابًا إلى رئيس مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بالتزامن مع “تنظيم إثيوبيا لفعالية الإعلان عن انتهاء وتشغيل سدها المخالف للقانون الدولي”، بينما لم يعلق السودان على التدشين الرسمي للسد العملاق.
ويقول الكاتب والمهتم بالعلاقات الدولية والإقليمية، فؤاد عثمان، إنّه منذ إعلان الجانب الإثيوبي في العام 2011، ظل موقف السودان مضطربًا وغير واضح، وارتبطت تقديراته الفنية البحتة بعلاقاته السياسية مدًا وجزرًا، سواء مع إثيوبيا أو مصر.
وأضاف في حديث لـ “سودان تربيون” أنه كلما اقتربت علاقات السودان سياسيًا بمصر، ازدادت حدته تجاه إثيوبيا، والعكس أحيانًا.
كانت القضية الخلافية الكبرى، بعد توقيع إعلان الخرطوم عام 2015 بين الدول الثلاث، وبعد تجاوز التحفظات – بالذات من قبل السودان – حول سلامة جسم السد إنشائيًا، هي نقطتا الملء والتشغيل، إذ لم تصل الأطراف لتفاهمات حول هاتين النقطتين المحوريتين.
فبينما تحاجج إثيوبيا بحقها في هذا النهر المشترك، يصر السودان ومصر على أنهما سيتضرران ضررًا بليغًا.
ورأى أن البلدين لا بد أن يتجاوزا مرحلة الاحتجاج إلى التعامل بواقعية والوصول لتفاهمات، حتى ولو جزئية، تعزز التعاون وتعظم الفوائد، لا تزيد حدة التنافس ومحاولات الاحتواء التي تبدّت في الفترة الماضية، والتي شهدت توترات وتجاذبات سياسية، خصوصًا ما بين أديس أبابا والقاهرة.
وتابع: “لكن يبدو أن القاهرة في المدى القريب ستستمر في نهجها التصعيدي، بينما الخرطوم منشغلة بحربها الضروس واكتفت فقط بمقاطعة احتفال الافتتاح، وسيظل هاجسها الأكبر ملف الحرب، لا السد أو غيره”.
موقف صامت
وقال المتخصص في شؤون القرن الأفريقي، نيقوسي أشو، في حديث لـ “سودان تربيون”، إنّه بعد إعلان افتتاح السد، التزم السودان الصمت، ولم يرسل أي وفد رسمي لحضور حفل الافتتاح، الذي شارك فيه رؤساء حكومات من مختلف دول المنطقة.
واعتبر أن هذا التصرف يأتي في إطار محاولة الحكومة الإثيوبية لكسب مزيد من الدعم الإقليمي للمشروع.
وذكر أن السد ليس تهديدًا، بل يُعد فرصة مشتركة للاستفادة من الطاقة، وهو ما يمهد لتنمية المنطقة، مضيفًا أن السد، طوال فترة إنشائه، لم يعكس أي اضطرابات في تدفق المياه.
مصدر للطاقة
ويُعتبر سد النهضة مصدرًا رئيسيًا للطاقة المتجددة، حيث يعتمد على قوة المياه الجارية لتشغيل التوربينات، مما يُنتج كميات هائلة من الكهرباء النظيفة.
وتشير دراسات إثيوبية إلى أن السد يقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية مثل الوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم)، التي تُسبب تلوثًا بيئيًا وتُسهم في الاحتباس الحراري.
وصرّح رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، خلال مراسم الافتتاح، الثلاثاء الماضي، بأن بلاده ستفتتح قريبًا أول محطة لمعالجة الغاز الطبيعي، وذلك في إطار برنامج يضم عشرة مشاريع صناعية وبنية تحتية رئيسية بقيمة تزيد على 30 مليار دولار.
وأضاف أن حكومته تخطط لبناء محطة طاقة نووية سلمية إلى جانب مشروع محطة طاقة مائية، موضحًا أن هذه المحطة ستُستخدم لأغراض سلمية حصريًا، وفقًا للاتفاقيات الموقعة عام 2019 مع الشركة الروسية “روساتوم” لتطوير التكنولوجيا النووية.
كما أشار آبي أحمد إلى إنشاء أول مصفاة نفط في إثيوبيا، بالإضافة إلى مصانع للأسمدة ومشاريع سكنية تستهدف بناء أكثر من 1.5 مليون وحدة سكنية خلال خمس إلى ست سنوات.
وأوضح أيضًا أنه سيتم بناء محطة غاز ثانية بسعة إنتاجية تزيد عشرة أضعاف سعة المحطة الأولى، وستبدأ عملياتها بالتزامن مع بدء تشغيل المحطة الحالية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سودان تربيون , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سودان تربيون ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.