اخبار السعودية : مستشار موارد بشرية: القطاع الخاص يوظف السعودي مُجبرًا ويراه “مُكلفًا”

انتقد مستشار الموارد البشرية أحمد القحطاني عقلية التوظيف في القطاع الخاص، مؤكدًا أن كثير من الشركات لا تزال تنظر إلى الشاب السعودي باعتباره “تكلفة” وعبئاً فُرض عليها، وتوظفه فقط كإجبار لتحقيق نسب التوطين المطلوبة.

وفي حديث لبرنامج “الشارع السعودي” على قناة السعودية، أشار القحطاني إلى أن هذه النظرة تدفع الشركات للتركيز على تحقيق الحد الأدنى من السعودة كـ”رقم” في سجلاتها، بدلًا من الاستثمار الحقيقي في الكفاءات الوطنية وتطويرها، مما يؤثر سلبًا على الفرص المتاحة للشباب.

ونصح القحطاني الخريجين، لمواجهة هذا الواقع، بتحويل تخصصاتهم إلى “مهارات” يمكن تسويقها لاختراق سوق العمل الذي قد لا يقدر شهاداتهم بالقدر الكافي.

وأضاف أن الخبرة والمهارات أصبحت “أهم بكثير” من الشهادة الجامعية في سوق العمل، لكنه انتقد تأخر القطاع الخاص السعودي وعدم نضجه في تطبيق هذا المفهوم، وهذا على عكس القطاعات الحكومية التي أصبحت متقدمة على القطاع الخاص “بسنوات ضوئية”، معتبرًا أن السبب يكمن في استمرار استيراد قيادات من دول العالم الثالث ومن جامعات غير مصنفة عالميًا، متسائلًا: “كيف أجعل هذه القيادات تقيّم الشاب السعودي وتختار الأفضل له؟”.

ووصف القحطاني الشهادة الجامعية بأنها “بوابة عبور” لأول خمس سنوات في المسار المهني، وبعدها تصبح المهارات هي المقياس الأساسي، وهو ما تتبناه الشركات العالمية الكبرى والقطاع الخاص الناضج.

وأشار إلى المفارقة المتمثلة في الدعم الحكومي “غير المسبوق” لتوظيف السعوديين، الذي يصل إلى 70% من الراتب، ورغم ذلك لا يزال القطاع الخاص يفضل الوافد في الوظائف الحرفية والمهنية، واصفًا هذا التوجه بأنه “غير منطقي” و”سؤال بلا إجابة”.