اخبار السعودية : المعلمي كاشفًا أسرار الأمم المتحدة: الدبلوماسية تُصنع أحيانًا بالشعر

في خضم المداولات السياسية الصارمة داخل أروقة الأمم المتحدة، حيث تُوزَن الكلمات بميزان من ذهب، كان المندوب الدائم للسعودية سابقًا، السفير عبدالله المعلمي، يلجأ أحيانًا إلى سلاح مختلف: الشعر والأدب العربي.
لم يكن ذلك مجرد استعراض ثقافي، بل -كما كشف- وسيلة “لإضفاء بُعدٍ إنساني على المداولات السياسية” وجعل “صوت العدالة أكثر تأثيرًا”.
هذه اللمحة الإنسانية كانت مدخلًا لكشف أعمق عن عالم صناعة القرار الدولي، قدمه المعلمي في جلسة حوارية بعنوان “هل هي أمم متحدة؟” ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في الفترة من 2 إلى 11 أكتوبر في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض.
أوضح السفير أن المنظمة الدولية ليست كتلة واحدة متجانسة كما يظن الكثيرون، بل هي ساحة معقدة من توازنات القوى ومصالح الدول الكبرى، وأن النجاح الحقيقي فيها لا يُصنع أمام الكاميرات، بل في جهود تفاوضية دقيقة تُدار خلف الكواليس.
وأكد المعلمي أن الدبلوماسية السعودية تحركت دائمًا ضمن هذه الساحة بوعي وحنكة، معتمدة على بناء التحالفات الذكية للدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ودعم الاستقرار في ملفات حساسة كالأزمة السورية واليمنية.
وشدد على أن المملكة كانت منحازة دائمًا للشعوب ومصلحة استقرار المنطقة.
وبعيدًا عن الخطابات الرسمية، سلّط السفير الضوء على “المطبخ” الحقيقي للعمل الدبلوماسي، حيث يعتمد النجاح على “الإقناع والمرونة والقدرة على قراءة موازين القوى في كل لحظة”.
وكشف عن استراتيجية “المجموعة العربية” التي تقوم على طرح القضايا التي تحظى بالإجماع وتجنب نقل الخلافات الداخلية إلى المنابر الدولية، مما يعزز من قوة الموقف العربي الموحد.
ولم يغفل المعلمي الحديث عن تطور الدبلوماسية السعودية، كاشفًا عن إعداد وزارة الخارجية لأول دفعة من الدبلوماسيات السعوديات عبر برامج تدريبية متقدمة في الرياض ونيويورك وجامعة كولومبيا، مما أسهم في تخريج كوادر نسائية تمثل المملكة اليوم في مواقع دولية مؤثرة.
وفي النهاية، عاد المعلمي ليؤكد أن الدبلوماسية، مثلها مثل الشعر، تحتاج إلى روح، مشيرًا إلى أن رؤية المملكة 2030 تعزز هذا النهج، عبر تقديم حضور دبلوماسي عالمي لا يرتكز على المصالح فقط، بل على نهجٍ قيمي وإنساني يعلي من شأن الحوار والتعاون لخدمة السلام والتنمية في العالم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الوئام , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الوئام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.