طلبت السلطات الإيرانية مساعدة عاجلة من تركيا لإخماد حرائق غابات في محافظة مازندران شمالي إيران، بعد فشل الجهود المحلية في السيطرة على النيران التي تواصل الاشتعال منذ أسبوعين في غابات هيركاني ذات الأهمية البيئية الكبرى.

وقال محمد جعفر قائم بناه، معاون الشؤون التنفيذية للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء الجمعة، إن إيران “قدّمت طلباً رسمياً للحصول على طائرتين ومروحية من تركيا للمساهمة في عمليات الإطفاء”، مؤكداً أن اتساع رقعة الحريق واستمرار الرياح دفعا طهران لطلب دعم خارجي لمنع وصول النيران إلى الغابات المجاورة.

وأضاف أن الحريق في جبال اليت بمرزن‌ آباد – شالوس، “لا يزال خارج السيطرة رغم استخدام 6 مروحيات وطائرات إطفاء، ورغم مشاركة الأجهزة المختصة والمتطوعين”، مشيراً إلى أن “عملية الإخماد لم تكتمل بعد”.

يأتي هذا الإعلان بعد ساعات من تصريح حسين ساجدي‌ نیا، رئيس منظمة إدارة الأزمات في إيران، الذي قال إن بلاده “باتت مستعدة لتقديم المساعدة للدول الأخرى في أوقات الأزمات”، واصفاً قدرات الإغاثة الإيرانية بأنها “قابلة للتصدير”.

لكن التصريحات الجديدة من معاون الرئيس الإيراني كشفت عن وضع ميداني مختلف وصعوبة السيطرة على الحريق بقدرات داخلية فقط.

كما سبق لمسؤولين إيرانيين أن قدموا جمعية الهلال الأحمر مثالاً على الإمكانيات الوطنية في الإغاثة، رغم شكاوى متكررة من نقص التمويل وتهالك المعدات.

توجيهات رئاسية وتحقيق قضائي

وفي سياق متصل، أصدر محمدرضا عارف، النائب الأول للرئيس، توجيهات عاجلة إلى محافظ مازندران ورئيس إدارة الأزمات، دعا فيها إلى “تعبئة جميع الإمكانات وتأمين المعدات اللازمة لتسريع عمليات الإطفاء”.

من جهته، أعلن رئيس القضاء في مازندران، علي‌ محمد بورياني، صدور أوامر قضائية لـ”تحديد مسببي الحريق المحتملين” والتحقيق في “أي تقصير إداري” قد يكون ساهم في تفاقم الكارثة، مؤكداً أنه لم يتم حتى الآن التعرف على أي مشتبه بهم.

وقال مدير إدارة الأزمات في مازندران إن الحريق “جرت السيطرة عليه باستخدام طائرة إطفاء”، لكنه شدد على أن “إخماده بالكامل لم يتحقق بعد”، لافتاً إلى أن طائرة مياه ثانية ستصل السبت لاستكمال عمليات الإطفاء.

وتُظهر الصور المتداولة حجم الدمار واتساع رقعة النيران في المنطقة الجبلية شديدة الانحدار، الأمر الذي صعّب تحرك فرق الإطفاء الأرضية وأطال أمد الحريق.