انفجر الإعلامي والسيناريست المصري إبراهيم عيسى في وجه من أسماهم بـ “المتطرفين”؛ بسبب استمرار منع عرض فيلم الملحد، الذي قام بتأليفه، معتبرا أن “العمل يناقش قضايا فكرية وإنسانية دون إساءة للمجتمع أو الدين”. 

وبلغ انفعال عيسى ذروته وهو يدلي بتصريحات إعلامية لمنصة “بلينكس”متسائلا: “هل البعض أصيب بخلل في التفكير بحيث يتصور أن فيلما يحمل عنوان الملحد يتبنى بالضرورة خطابا يدعو إلى الإلحاد؟”، وفق تصريحاته. 

وأضاف: “هناك فيلم شهير من بطولة أحمد زكي، إنتاج 1983، اسمه (المدمن) فهل يدعو إلى الإدمان؟”.

وتابع: “هل يتصور عاقل أن مؤلفا مهما بلغت به درجة الشطط يمكن أن يؤلف عملا يشارك به نحو 250 من العاملين يدعو للإلحاد، ما هذا الجنون؟”. 

وأضاف: “حتى لو افترضنا أن كل هؤلاء مجانين، فهل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية كان مجنونا حين أجاز عرض الفيلم؟”، مؤكدا أن “قرار المنع متأثر بموقف المتطرفين فكريا والذي لا يسع المراقب سوى أن يعترف ببراعتهم في التحريض وقدرتهم على الحشد ضد أي عمل فني لا يعجبهم”، وفق قوله.

ولفت عيسى إلى أن “الهجوم على الفيلم موجه ضده شخصيا وليس ضد العمل نفسه، كنوع من تصفية الحسابات بسبب معاركه ضد التطرف بكل أشكاله”. 

وكشف أن “هناك فيلما آخر  يحمل عنوان (الملحد) عُرض عام 2014 من دون أي مشاكل، ولم يعرف بذلك إلا حين أخبره بالأمر صناع العمل القديم، ما يؤكد أن المشكلة ليست في اسم الفيلم وإنما في هوية المؤلف”.

وسبق أن وجه الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى  رسالة “غاضبة” إلى مجتمع الفن والنجوم بمهرجان الجونة السينمائي الذي اختتم فعالياته الجمعة الماضية، منتقداً عدم حديث السينمائيين عن أزمة “الملحد”، كما استغرب “عدم وجود أي نوع من التضامن مع العمل حتى الآن”، على حد تعبيره.

وقال عيسى: “بمناسبة  مهرجان الجونة البديع، وقريباً نستقبل مهرجان القاهرة الكبير، لم أسمع، ولم أقرأ، ولم أشهد السينمائيين المصريين في مهرجاناتهم، وندواتهم، وحواراتهم، يشيرون إلى أن فيلم (الملحد) ما زال ممنوعاً من العرض، منذ 17 شهرًا، رغم موافقة الرقابة عليه”.

وأضاف: “الفيلم المصري الوحيد الممنوع من العرض في نصف القرن الأخير، ومع ذلك لا يهتم به، ولا يتضامن معه، ولا يطالب بعرضه، ولا يدافع عن حريته الوسط السينمائي، لا مهرجانات، ولا نقابات، ولا رقابة، ولا غرفة صناعة، ولا أحد.. أعتذر عن إزعاجكم”.