أكاديمي يطلق صرخة : سرطان في قلب عدن!

في عدن العاصمة، من الصعب أن تجد مخبزاً مفتوحاً بعد الساعة 9:00 مساءً لشراء الخبز، بينما أسواق القات مشرعة أبوابها على مدار الساعة، تعمل بلا توقف، ليل نهار، وكأنها أصبحت من “الضروريات اليومية” المفروضة على المدينة وأهلها، أو واقع لا يُمكن المساس به.
الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل تجاوز إلى ما هو أخطر: انتشار محلات بيع القات في عمق الأحياء السكنية، تحت لافتات جذّابة وديكورات مبهرة، وإضاءات مُلفتة، تسعى بكل إغراء إلى جذب المتعاطين، بل حتى تشجيع بعض النساء على الشراء، خاصة في فترات المساء، كما رأيت ذلك بأم العين، وهو مشهد بات مألوفاً، لكنه صادم ومؤلم في آنٍ معاً، وظاهرة دخيلة وغريبة على مدينة مثل عدن.
عدن، التي كانت يوماً عنواناً للتمدّن والنظام، صارت رهينة هذا الواقع الغريب والدخيل، حيث يقضي بعض شبابها الليل في استجرار هذه الأوراق الخبيثة، وينامون نهاراً، في دورة عبثية تسرق أعمارهم وأحلامهم. ولا أحد يدري ما الذي يُضاف إلى تلك الأوراق ليلاً من صنوف السموم والممنوعات، كما يحذر كثيرون، منهم مدير أمن عدن اللواء مطهر الشعيبي، ومركز مكافحة المخدرات بقيادة الناشطة المجتمعية الأستاذة سعاد علوي، التي تُدير حملة توعية وجهد مستمر بشجاعة واقتدار.
نتساءل بمرارة:
أين دور الجهات الرسمية؟.. ومتى نرى أمن العاصمة والحزام الأمني ينفذان حملة تُغلق هذه المحلات التي انتشرت كالنار في الهشيم خلال العامين الماضيين وغدت أشبه بسرطان يتفشى في قلب الأحياء السكنية؟
وهل لنا أن نقتدي بتجربة مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، حيث تم إخراج أسواق القات إلى أطراف المدينة، مما يصعّب الوصول إليها من قبل المتعاطين، وتم منع بيع القات في الأحياء السكنية ومحاربة بائعيه ومتعاطية في الشوارع أو على كورنيش وخور المكلا، حمايةً لروح المدينة ونظافتها وجمالها، وتبعاً لذلك قلَّ استهلاك القات، وامتناع الكثيرين عن تعاطيه طواعية، ونجحت هذه الإجراءات في الحد من هذه الظاهرة بحزم وذكاء.
إننا أمام كارثة اجتماعية تتفاقم مخاطرها بصمت، وآن الأوان لاتخاذ خطوات جريئة تنقذ ما تبقى من وعيٍ وأمل في هذه المدينة. ومطالبنا واضحة، وليست مستحيلة:
-إغلاق أسواق القات بعد التاسعة مساءً.
-منع بيعه داخل الأحياء السكنية.
-حظر تعاطيه في الشوارع والحدائق والأماكن العامة.
-نقل أسواقه إلى أطراف المدينة.
كفى تجاهلاً، وكفى تساهلاً مع خطر يلتهم المستقبل بصمت!
ولنرفع صرختنا من أجل عدن.. من أجل شبابنا..من أجل مجتمع صحي ونظيف..من أجل مستقبلٍ لا تبتلعه هذه الآفة بصمت.
إنها صرخة من قلب محب، لا يطلب إلا ما يُصلح واقع شبابنا وينقذ مستقبلهم من الضياع.
شاركوا هذه الصرخة، لعل الصوت يصل، ويجد آذاناً صاغية!!
30يونيو2025م
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.