أبناء “سلمية” السورية يبدعون بأعمال المسرح رغم شحّ الإمكانات

رغم شهرتها التاريخية بكتابة الشعر، إلا أن مدينة سلمية الواقعة شرقي مدينة حماة، على تخوم البادية، برزت في فنون أخرى مثل الموسيقى والغناء، حيث انطلقت منها فرقة “تكّات” الشبابية، إلى جانب المسرح الذي شهد حركة نشطة، قادتها مجموعة من الشباب أسسوا فرقة “كور الزهور” عام 1994.

وبسبب ظروف الحرب، وشحّ الإمكانات، توقفت الفرقة عن العمل عدة سنوات، لتعود ثانية للظهور، تزامناً مع مهرجان الماغوط المسرحي الذي من المنتظر أن يبدأ فعالياته في الـ6 من شهر تشرين الأول/أكتوبر القادم، في صالة سينما سلمية، التي سيعلن عن افتتاحها في هذه المناسبة أيضاً.

وشباب يعملون في الظل خلف الكواليس، اضطروا في مراحل سابقة للعمل كسائقي تكسي، من أجل تأمين لقمة العيش، لكن هاجس المسرح ظل يرافقهم ويدفعهم لإجراء بروفات وإعداد نصوص وتدريبات، بمعدات ورأس مال بسيط، حتى يرووا شغفهم من “أبي الفنون” الذي تميز به ابن تلك المدينة الشاعر محمد الماغوط في أعمال شهيرة مثل “كاسك يا وطن” و”غربة” و”ضيعة تشرين”، بالتعاون مع الفنان دريد لحام.

 يقول المخرج والممثل المسرحي محمد الشعراني، لـ”إرم نيوز”: “كان السؤال الصعب، يتعلق دائماً بكيفية المحافظة على استمرار الفعل الثقافي، رغم كل الشقاء الذي عاشته سوريا خلال الحرب، وبالفعل تمكنا من فعل شيء ولو بسيط، في ظل إمكانات متواضعة”.

لم يتردد الشعراني من الإعلان عبر “الفيسبوك”، عن توظيف سيارته الشخصية، كـ”تكسي” للأجرة، مع مراعاة في أجور النقل واستعداد للمساعدة في إيصال المحتاجين، لأن المسرح لم يعد يطعم خبزاً، وبالنسبة للداعمين من التجار والشركات، فقد صاروا نادرين لا يمكن العثور عليهم بسهولة.

وتمكن الشعراني، من تقديم عدة أعمال بجهود منفردة ودعم قليل، فقام بدور المخرج والممثل في مجموعة من الأعمال المونودرامية التي تعتمد على الممثل الواحد، حتى لا تتوقف فرقة “كور الزهور” عن العمل.

ورافق الشعراني عدة شباب وشابات مؤمنين بدور أبي الفنون، مثل نبيل جاكيش وشريف ديوب وحنان عابد ومصطفى الحاج وفادي حداد وعلي اليازجي وعمار أبو حلاوة، فتولوا دور الأبطال المجهولين خلف الكواليس.

ويقول الشعراني: “لم تتوقف الدورات المسرحية وورشات العمل، والبحث عن أفكار ومشاريع جديدة ومختلفة، لأن الهاجس المسرحي، كان أكبر من كل الظروف الصعبة التي مررنا بها”.

وأعاد الشباب المتحمسون، مهرجان الماغوط المسرحي إلى الحياة، ليتم الإعلان عن انطلاق دورته الخامسة بداية الشهر المقبل، بعد وصول موافقة وزارة الثقافة التي تأخرت قليلاً.

أخبار ذات علاقة

الفنان العراقي الراحل عباس الحربي

“طائر المسرح المهاجر”.. من هو العراقي الراحل عباس الحربي؟

 لكن الشعراني يقول: “هناك قدرية تدفعنا للاستمرار، مهما كانت الصعوبات كبيرة، ونحن اليوم نأمل أننا دخلنا مرحلة جديدة تحتاج إلى تضافر جميع أنواع الفنون بالعمل الجاد”.

والتفاني من أجل العمل الفني والثقافي، تبدو حالة نادرة في هذا الوقت، لكنها تحضر بقوة في تلك المدينة النائية التي طالما ارتبط اسمها بالشعر، وتعداه لفنون أخرى لا تقل أهمية عن ديوان العرب.

ويضيف الشعراني: “خلال الدورة الخامسة من مهرجان الماغوط المسرحي، المنتظر إقامتها في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، ستعود فرقة كور الزهور للعمل بشكل رسمي، وكلنا أمل، لأن المراهنين على الفعل الثقافي كثر، ونحن لا نطمح إلى الربح المادي، بل نريد ترك أثر في المشهد”.

وقدم الشعراني عدة أعمال خلال السنوات الماضية، بشكل منفرد، فكان المخرج والممثل ومعد النص. وكلما حقق نجاحاً، كان العمل المسرحي يشهد إقبالاً وحماسة من الشباب الجدد، الذين يهرعون للمشاركة من أجل دعم الفن لأجل الفن.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى